يشكل الحجر الصحي المفروض في العديد من دول العالم تحديا صحيا، إذ قد يجد البعض أنفسهم يتناولون كمية أكبر من الطعام، خاصة الحلويات، ويمارسون قدرا أقل من النشاط؛ مما قد يقود إلى آثار سلبية على الصحة، مثل الإمساك وزيادة الوزن، فكيف نحمي أنفسنا؟
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2” المسبب لمرض كوفيد-19، والعالم يتغير من حولنا بالتدريج، وهو تغير ترك بصماته على أجسامنا أيضا؛ ففي ظل تدابير منع انتقال العدوى، اضطر كثيرون حول العالم للبقاء في منازلهم فترات أطول من المعتاد.
وأدت قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية وتحول تناول الطعام إلى نوع من التسلية عند البعض؛ إلى زيادة الوزن بسبب حرق الجسم سعرات حرارية أقل عن المعتاد، قد تصل عند الشخص البالغ إلى أربعمئة سعرة حرارية أقل يوميا، كما تقول اختصاصية التغذية جنيفر أوبيرت لدويتشه فيلله.
ويمكن أن يبدو التمسك بالعادات الصحية نوعا من التحدي في الوقت الحالي، حيث انقلبت حياتنا اليومية رأسا على عقب؛ ولذا فإن الاهتمام بالصحة الجسدية والعاطفية لم يكن أبدا بمثل هذه الأهمية كما الآن، وعندما نفعل ذلك فإن هذا يعود بالفائدة على أسرتنا بالكامل.
إمساك الحجر الصحي
كما يؤدي قضاء فترة طويلة في المنزل أكثر من المعتاد جراء الحجر الصحي إلى مشاكل صحية مثل الإمساك، ورغم أن هذه المشكلة شائعة في الظروف العادية، فإنها يمكن أن تتفاقم.
وفي تقريرها الذي نشرته مجلة “ذا هيلثي” الأميركية، قالت الكاتبة دينيس مان إن الإمساك يحدث عندما يتحرك البراز ببطء شديد عبر الجهاز الهضمي، الأمر الذي يفقده الكثير من الماء فيصبح أقل مرونة ويتصلب.
ولا يوجد تعريف واحد لمشكلة الإمساك، كما لا يوجد اتفاق حول عدد مرات التغوط التي يقوم بها الإنسان في اليوم أو الأسبوع، ولكن يمكنك قضاء الحاجة بين ثلاث مرات في اليوم وثلاث مرات في الأسبوع.
وحسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، يحصل الإمساك عندما يتبرز الشخص أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، أو عندما يكون البراز صلبا أو جافا. وهناك عوامل أخرى عديدة تتسبب في الإمساك، مثل تناول الأدوية وقلة الحركة وعدم شرب كمية كافية من الماء.
تغييرات
وأوضحت دينيس مان أن البقاء في الحجر الصحي يحدث تغييرات على نظامك اليومي، ويقلبه رأسا على عقب. وبما أنك تقضي وقتا أطول من المعتاد في المنزل، فإن أشياء كثيرة قد تغيرت وهذا يمكن أن يؤثر على نشاط جهازك الهضمي. وفي هذا الإطار، يقول اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي ويليام ج. بولسيفيتش “نحن لا نتحرك كثيرا وقد لا نحصل على ما يكفي من الألياف أو الماء”.
ويرى بولسيفيتش أن الإجهاد “يتداخل مع وظيفة أحشائنا، حيث إن أدمغتنا تنتج هرمونات الإجهاد التي ستؤثر على حركة الأمعاء ووظيفتها”، وهذا يعني أن الإجهاد يؤثر على قدرتنا على تمرير البراز.
وحسب بولسيفيتش فإنه “عندما نكون تحت الضغط النفسي، فإننا نميل إلى تناول المزيد من الوجبات السريعة”.