يونس لقطارني
الزمن عند مغاربة العالم توقف بشكل إضطراري يتحرك بصعوبة كبيرة، عقاربه لا تعرف معنى الأمل بل تتعمق عنده كل عبارات المعاناة، يتذوقون الأمرين بين صعوبة العيش و قسوة الشتات و بين جاذبية عشق الوطن الذي أدار ظهره لهم فأصبحوا في عداد النسيان إن لم نقل الموتى إلا من رحمه ربه و ألطفت به الأقدار .
مغاربة العالم لهم من الألقاب مايكفي ففي كل مناسبة يذكرون في العناوين الأساسية و دونت في حقهم أسفار عديدة بمختلف لغات أهل الأرض، كل جهة من جانبها تزعم أنها على جادة الصواب تكرس كل جهدها من أجل صالح الجالية سواء كانت رسمية أو غيرها ،فكم من ملتقيات و منتديات و مبادرات و برامج تنظم على تنوع موضوعاتها و تنشر توصيات و مصوغات هي شبيهة بإعجاز الله لعرب مكة حينما أنزل القرآن معلنا تحديه في البلاغة.
المتتبعون لهذا الوضع الخطير الذي ارتكب في حق مغاربة العالم سيكون له آثار سلبية جدا في علاقتهم مستقبلا مع وطنهم الأصلي، وسيترتب عنها تبعات لا تخدم مصلحة المغرب . وهناك العديد من المهاجرين تعرضوا للإقصاء والتهميش داخل البلد…لكن ظروف المهجر والإمكانيات المحدودة وفراق الأهل والأبناء يزيد من صعوبة العيش في ظل الحجر الصحي والخوف من المرض، خصوصا مع طول فترة تعليق الرحلات، ووجود مرضى وأطفال ومسنين، مما يزيد من المعاناة النفسية والجسدية .
نحن اليوم، لسنا محتاجين فقط، للتذكير بما تستوجبه المقتضيات الدستورية، لكن الوضعية الخانقة والمتأزمة التي توجد عليها آلاف من النساء والرجال والأطفال لمغاربة المهجر تستدعي الفعل والالتزام بالواجب إزاء محنة تتعدد أشكالها وتمثلاتها يوما بعد يوم.
فمجلس الجالية المغربية فشل في وظيفته ودوره وأداء مهامه، إذ لا يفهم كيف أن هذا المجلس الذي انتهت صلاحيته القانونية منذ ازمنة عديدة ، ولم يتم تجديده لمعالجة الملفات الشائكة للهجرة المغربية ويكتفي بتنظيم حفلات ومهرجانات للشاي وحلويات غريبة .
اما الوزارة المنتذبة المكلفة بالهجرة فيكتفي الوزير المسؤول عنها بسفريات خمس نجوم دون سماع صوته في الملفات المتعلقة بالجالية المغربية.
فى حين ان الهيئات الدبلوماسية والحكومة المغربية فهي حريصة على إرضاء الأوروبيين على حساب مصالح المغرب وخاصة المهاجرين المغاربة.
وفي الختام فإننا كمغاربة الخارج متشبتون بوطنيتنا وبأي قرار يحمي الوطن والمواطنين ويحفظ سيادة المغرب وكرامته وكرامة مواطنيه، ونثق في دولتنا، وهذا لا يمنعنا من توجيه النقد البناء لبعض المسؤولين إذا رأينا أنهم قصروا في أمر الجالية المغربية.