يونس لقطارني
ما يمر به الوطن هذه الأيام من مخاط عسير بعد سنين، عجافا من مسيرته الوطنية؛ والإحساس بأن أقل ما يجب علينا جميعا تجاهه هو أن نساهم ، بما حبانا الله به من علم ومعرفة وخبرة، مهما كان قصورها، في تقديم رؤانا حول كيفية تصحيح المسار ورسم خارطة طريق تقود إلى وطن ينعم بالحرية والعدالة والسلام والتنمية والرخاء والرفاه أسوة بغيره من شعوب العالم لأنه، وبكل صراحة ، يستحق أن يكون في مقدمة الأمم لا في ذيلها.
وتنبع أهمية هذه الرؤي بأن الكثير منا يتحدث هذه الأيام عن التغيير السياسي وتكوين هياكل الحكم المختلفة وكأنها عصا موسي السحرية ومصباح علاء الدين الذي ما أن تمسح عليه حتي تمتلئ أرض المغرب عسلا وشهداً وخيرا وفيرا وتتحول الجروف إلى بساتين خضراء وأرضا معطاء وسنبلا أخضر وتعم الكهرباء وتتحول الطرق الوحلة إلى شوارع نظيفة وظلال وريفة تجري فيها القطارات السريعة وتحلق فوق أجوائها الطائرات المنيفة. تلك مني وأحلام ليس تحقيقها ببعيد على الله ما تضافرت الجهود وتكاتفت الجسوم والعقول وارتفعت الهمم وتغيرت المفاهيم البالية بعد دراسة تحليلية عميقة لأسباب التخلف والقعود . فالتغير لا يحدث بين يوم وليلة ولا بتغير الاحزاب السياسية وتغير الأشخاص والهياكل والقوانين لكن يحدث من خلال العزيمة والهمة من جانب الإنسان لأنه صانع التغيير بعون الله وهو ما أكده خالق الإنسان جل وعلا بقوله: ” إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.” سواء أكان هذا التغيير نحو الأفضل أو إلى الأسواء. والتغيير لن يحدث دون خارطة طريق واضحة المعالم بعد التعرف على مكامن الضعف ومصادر القوة والمهددات وفرص النجاح. فالعبرة ليست بالحصان الذي يقود العربة ولكن بتصميم العربة ومسارها.