Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

عزيزتي الجالية المغربية

يونس لقطارني-اسبانيا

عزيزتي الجالية المغربية ، اكتب إليك ويعتريني العار والخجل من نفسي، إذ إني سمعت عنك الكثير الكثير، أدركت ضرورتك في المشاركة السياسية والتنمية الاقتصادية وبناء وتقدم المجتمعات الديمقراطية، أدركت ماهية وجودك وضرورة العمل للحفاظ عليك كأساس وادات للتنمية و الاستقرار وتحقيق الآمال الوطنية المرجوة من قبل أي شعب في أي بقعة في العالم، أدركت كل شيء يتعلق بك نظريا، إلا إنني في بلدي لم أعرف ولم ألمس إلا اسباب انعدام تحققك على الأرض منذ تأسيس مجلس الجالية ، فكل السياسيين والجمعويين المنظرين باسمك صادقون عند الكلام إلا أنهم عند الفعل يخجل الكذب نفسه من كذبهم، إلى درجة أن كذبهم بات مكشوفا تعتريه اللامبالاة هو كذب يختص به منظريك في مجلس الجالية والاحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والهيئات الدبلوماسية وبعض القنصليات والسفارات المغربية .

عزيزتي الجالية المغربية ، كنت آمل أن اكتب اليك طلبا بالتعرف عليك الا انني حين أدركت أن أملي لن يتعدى التمني قررت أن اشرح لك وضعك ووصفك وآليات استخدامك في بلدي، إذ إنك أصبحت سلعة رخيصة بيد السياسيين الفاسدين الفاشلين ، كلهم ينادون بك وبضرورة تحقيقك ومن جهة أخرى كلهم يطعنون بك ويتكلمون باستحالة تحقيقك لأن اطرافا داخلية غيرهم تسعى لضربك في الصميم لكنهم يدركون أننا كجالية ندرك أن كلهم اطراف خلاف ومصالحهم فوق المصلحة العامة مصلحة الجالية المغربية ، وانت مصلحة عامة لا تنسجم ومصالحهم الانتهازية، في بلدي الجالية المغربية أصبحت شعارات للانتخابات وعنوان خطابات شعبوية غوغائية لم نعد نسمعها حتى فى عهد الهنود الحمر ، في بلدي أصبحوا لا يبالون بك وبضروراتك وأداروا ظهورهم اليك حتى لإمكانية تحقيقك في أدنى المستويات المطلوبة، حتى اصبحت أمنياتك ادنى من كونها أمنيات، وتحولت احلامك الى اوهام ندرك داخليا أنها لن تتحقق فلا نسعى حتى الى محاولة تحقيقها، في بلدي هرب الحلم منك وسادت اللامبالاة بكل تجلياتها حتى وصلت الى درجة أن نصفق دون أن نسمع وان نصدق الكذب دون اكتراث، ردة فعلنا باتت لحظية يسودها الصمت سريعا.

عزيزتي الجالية المغربية ، ربما نحن لا نليق بك كابناء الجالية ، فنحن لم نحاول أن نفرضك ولو مرة واحدة ولا زلنا ننتظر أمزجة سياسيينا في كل شيء حتى في اليات التلاعب بنا وبمستقبلنا حتى اصبحت مسألة وجود مستقبل لنا مشكوكا بها، ونبحث عن فرص خارج حدود وطننا وكأن وطننا اصبح محطة انتقال ليس أكثر لا نبالي به، إذ لا مصلحة لنا به هو وطن السياسيين الفاشلين وأبناءهم وبعض من اذنابهم ، فلم يعد هناك مبررا لوجودنا اذ إننا مقبرة للأحلام هدامين للآمال نعشق الأمر الواقع ولا نسعى إلى تغييره نحن عبيد التغيرات نتلقى ولا نفعل نتأثر ولا نؤثر، نصر على تحزباتنا وكأننا نقدم للعصر كله إقرارا بأننا لا نقوى إلا على التغني بالماضي وأكتافنا أصغر من تحمل شيئا للمستقبل، لم نكتفي بتمزقنا الفكري والوطني والاجتماعي بل قمنا بتمزيق الوطن أيضا، وسلمنا بالأمر الواقع ثانية وأدرجنا شعارك ضمن أجندتنا المجمدة كقضية التحرر من مجلس الجالية المنتهي الصلاحية، هكذا أصبحنا نكتفي بالفتات ونقسم الفتات الى فتات، ونتقبل الهزيمة طواعية حتى تناسينا أننا نقبع تحت نير احتلال مجلس الجالية ، فنحلم بحرية مزيفة وقيادة مزيفة بل وخلافات مزيفة نتستر خلفها كالزبانية نتستر خلف الشعارات الوهمية البالية .

عزيزتي الجالية المغربية ، أعذريني إذ اثقلت عليك ووضعتك بصورة الوضع في وطني رغم أنك لم تشاركي ولو مرة فى القرارات السياسية، إذ إن معابر عقولنا لعبور المشاركة السياسية اصبحت مغلقة، واعتبري كلامي فضفضة من مواطن ليس أكثر، حتى أني لا أحلم في التغيير، أصبح حلمي التأقلم مع الواقع ليس أكثر، إلا أن هناك تناقضا داخليا كما داخل أبناء جاليتي إذ أن هناك في زاوية دواخلنا شيء ما يصر أن لا يموت شيء يشدنا ولو معنويا لك ربما يكون فتات أمل بأجيال قادمة، فإذا كنا نحن جيل أحرق كالحطب، لا تيأسي من أبناءنا غدا فقد يحملون مشعلا أسقطناه هنا أو هناك، أو قد يرفضوا العيش في ظل ظروفنا فيثوروا حتى يقلبوا الحال على رأس مسببيه، أتمنى رؤيتك في بلدي حتى ولو بعد حين، حتما في حال تحقك سيشتم الراحلون رائحة المودة تختلط بعبق الريح، أعذري لي قلة حيلتي ويأسي وإن نحن أهملنا مستقبل جاليتنا لا تهمليه وابقي ولو امنية في قلب طفل صغير لا زال يملك القدرة على الحلم ولو بعد حين.