سهام ايت درى – أروى بريس
صدر لأستاذ الفلسفة، والباحث في فلسفة الدين “إبراهيم ونزار”، كتاب فلسفي جديد خلال شهر نونبر 2020م، يحمل عنوان: “أنكساجوراس: معالم أفق إشكالية في فلسفة العقل”. ويُعَدُّ هذا العمل الفلسفي الجديد إضافة نوعية للحقل البحثي في مجال الفلسفة على الصعيد المغربي العربي عموما، وفي مجال فلسفة العقل خاصة. تم إصدار الكتاب عن دار التوحيدي للنشر والتوزيع بالرباط، وسيكون متاحا في المكتبات بكل المدن المغربية، وعلى الصعيد العربي والدولي كذلك.
تعلق الكاتب إبراهيم ونزار بالمُفكّر اليوناني أنكساجوراس (ق.5 ق.م)، باعتباره رائدا في رسم الملامح الأولى لفلسفة العقل، دون أن يُغفل الباحث اهتمامه بالتراث الفلسفي الإنساني عامة أو البنيات شبه المفقودة في تاريخه. ولعل أنكساجوراس أحد هذه البنيات شبه المفقودة، التي حمل ونزار على عاتقه ترميم ما تبقى من شذراته، وتخريجها وتصنيفها، وترجمتها إلى العربية من خلال مقارنة الأصول اليونانية والفرنسية والانجليزية والألمانية، وكذا الاستعانة بالتلقي العربي الإسلامي في العصر الوسيط لأفكار هذا مُفكِّر العقل هذا.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تكاد تكون هي الأولى من نوعها في العالم العربي، لكونها أول عمل عربي متخصص في أنكساجواس. بيد أنّ الرهان الحقيقي، كما يقول إبراهيم ونزار، هو الاشتغال في المجال الفلسفي والعلمي السابق على سقراط عامة، ومتن أنكساجوراس خاصة، وفق شروط أوضح بيبليوغرافيا داخل الفضاءات العلمية والأكاديمية. عادة ما تكون مثل هذه البنيات التي يدرسها الباحثون في الجامعات المغربية والعربية، من دون تقعيد نصي وتوثيقي لهذه التأملات المفكّرة في قضايا العقل أنطولوجيا وابستمولوجيا، وفق إمكانات عصر أنكساجوراس. وهو ما ظل غائبا كمرجع يجمع بين تحديد الإطار النصي للمتن الأنكاسجوري [33 شذرة]، وبين دراسة وتحليل تلك الشذرات المكونة له.
لقد جاء سياق إنتاج إخراج عمل في أنكساجوراس، في نظر الباحث إبراهيم ونزار، من اهتمام بالتراث الفلسفي عموما، لاسيما منه الجانب الذي لا يزال يلقي بظلاله على الآفاق الإشكالية للنقاشات الفكرية في الفترة المعاصرة. ولما كانت العودة إلى أنكساجوراس تجسيدا لهذا الاهتمام، ألزم أنْ يكون ثمة أفق معرفي وإشكالاتي معاصر سيكون استثماره على واجهتين: واجهة قراءة ما بلغته الأبحاث اليوم في مجال “فلسفة العقل”، وواجهة ثانية تُوظّفُ فيها هذه المقاربات الحديثة والمعاصرة لقضايا العقل في سبيل إعادة قراءة المتن الأنكساجوري في القرن 5 ق.م.