سهام ايت درى -اروى بريس اسبانيا
لطالما صاحبت هذه العبارة أفواه ساكنة القرى والبوادي كلما حل فصل الشتاء، عبارة تختلف قساوتها من منطقة إلى أخرى بين مناطق الريف ومناطق الأطلس المتوسط والكبير، وسط انشغالات الناس بحياتهم اليومية، تجد سكان البوادي تشغلهم عبارة “من أين سنوفر الحطب الكافي لهذه السنة” بهذه العبارة يبدأون فصل الشتاء مبكرا نمط أواخر شهر أكتوبر، يوفرون ما يكفيهم من من المواد الغذائية، ويجهزون حطب التدفئة .
ابتسامة بريئة لا تكاد تخلو من علامات الاستفهام تجدها مرسومة على وجوه أطفال توردت خدودهم بسبب انخفاض درجة الحرارة ، يحول البرد بالقرى الجبلية نواحي أزيلال مثل منطقة زاوية أحنصال و أيت بوكماز اتلان تبعدان عن مدينة أزيلال بحوالي 80 كيلو متر و20 كيلومترا تكتسي كل منهما اللون الأبيض الذي يشكل جمالا ومتنفسا للسياح ، لكنه يشكل معاناة وقساوة لسكان هذه المناطق، كما يبقى اللجوء الى الطبيعة لمواجهة البرد أمر قد لا يبدو ايجابيا دائما، أصدقاء البيئة دائما ما يلاحظون أن الغابات تتعرض للإجتثاث بشكل فاق التوقعات، رغم الدور الذي تقدمه الأشجار المتواجدة بالمنطقة كأشجار البلوط والعرعار وغيرها من الأنواع التي تحظى غاباتها . تبقى المناظر الخلابة التي تضمها المناطق الجبلية مكانا للسياحة في فصل الصيف، لكنها سرعان ما تتحول الى مكان للتحدي من أجل العيش والاستمرار للسنوات القادمة في فصل الشتاء، بالرغم من كل المعاناة تبقى كلماتهم دائما تغمرها البساطة والرضى بواقعهم كيفما كان .