Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

تكتيك مراوغة و برغماتية فى الخرجات البنكيرانية

يونس لقطارني-اروى بريس اسبانيا

ثمة من يصف الشطحات الاعلامية الفيسبوكية البنكيرانية بانه تكتيك يعبر عن ذكاء بن كيران ونضج هذا الحزب الإسلامي أو فقط دليل على نزعته البراغماتية الذاتية الهادفة إلى الحفاظ على استمرار حزبه على رأس حكومة بلاده في وقت انتهت فيه تجارب الإسلام السياسي نهاية درامية مأساوية في أكثر من بلد عربي تحولت بعضها إلى مسارات أكثر عنفًا وتطرفًا و دموية وخير مثال مصر وتونس وليبيا .

وبالفعل أظهر هذا الحزب الاسلامي مؤخرا فى قضية التطبيع مرونة كبيرة في المراوغة وتقديم التنازلات من أجل البقاء حاضراً في المشهد السياسي كرقم صعب في المعادلة السياسية المغربية المعقدة. بل وهناك من ينسب له الفضل في نجاح التجربة، التي بات ينظر إليها كنموذج يحتدى به يتعايش فيها حزب إسلامي محافظ وتقليدي مع ما تبقى من “الحزب الشيوعي” المغربي مع أحزاب تقليدية وأخرى يمينية تدعي الليبرالية، وأحزاب عشوائية بلا هويات إيديولوجية اتي بها الربيع العربي على حين غرة من اهلها .

وإذا كان فصل الربيع ربيعا حقا ورمزا للخير و الخصوبة و العطاء والبركة ويسر العيش فإن ربيع حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم الذي هب مع أكذوبة ديمقراطية الربيع العربي الرعناء لم يكن سوى فصلا خريفيا فضا غليض القلب قاتما وضاجا بالفضائح السياسية التي سوف تبصم أذهان المغاربة من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية في الحاضر وفي المستقبل حيث أنهم لم يعتادوا مع هذا الحزب الإسلامي أن يروا كل يوم غير مشاهد درامية إمتدت مسافته عشر سنين عجاف من التفقير والتجويع والتهجير حتى أننا لم نعد نبحث في عباب هذه التجربة السياسية المريرة سوى عن قشة تنقذ سفينة التايتانيك من الغرق في قعر أسوأ أزمة سوسيوإقتصادية عرفها المغرب منذ الإستقلال …

لم يسبق للمغاربة أن انخدعوا سياسيا وسقطوا في مصيدة الشعارات الإسلاموية الدعوية الوهمية قرقري او لا تقرقري والامثلة كثيرة من ان تعد او تحصى ،أكثر مما خدعته خطب أمين عام حزب العدالة والتنمية بدموع زائفة ومن معه من الإخوان الذين انقلبوا على الشعب في أخطر تحايل سياسي تاريخي على مر الازمنة والعصور .

اذا اين الوعود البنكيرانية التي رفعها على لافتاته المدموغة بمصباح (علاء الدين) هذا (المصباح السحري) الذي لم يخرج من قمقمه غير كائنات وصولية انتهازية انانية كانت تنتظر دورها المسرحي منذ عقود حول قبة البرلمان باحذية و البسة بالية في إنتظار أن يخطأ حظنا السياسي العاثر مساره ليمسخ الربيع خريفا يفتح بوابة طقسه الكئيب على شظف وضنك العيش البئيس .

ان فيروس الدروشة الدي اصيب به بن كيران وجماعته الاخوانية هو امر معلوم لا ينكره الا عليل او مخبول تسببت حكومته في ظهور عدة أمراض في أوساط ملايين المغاربة كإرتفاع حالات ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة تعاطي المخدرات والجنون وحالات الطلاق والإختفاء الطوعي هروبا من نميمة مجتمع لايرحم بغمزاته ولمزاته ومن ارتفاع أعداد الشباب الغرقى الهاربين من بؤس العطالة والباحثين عن الفردوس المفقود في بلاد الكفار يا حكومة البؤس و العار .ان فيروس الدروشة لحزب العدالة والتنمية أفرغ جيوب المواطنين البسطاء البؤساء بارتفاع الأسعار، وأغرق البلاد في شراك أنواع القروض و الاتمان ورهن مستقبلنا لجشاعة كماشة الرأسمالية العالمية وزادت حدته مع فيروس كورونا اللعين .

فمن أين سنبدأ محاسبتك يا بن كيران ام من معاشك الذي تاخذه اثما وبهتانا من اموال الشعب والدولة أم من زلات لسانك السليط وانحرافاتك الخطابية التي طالما تطاولت على المؤسسات الواجب توقيرها بالبلاد بقوة الشرعية التاريخية وفصول الدستور، أم تطاولك على حرمة الأشخاص العموميين، أم تدمير آمال جحافل العاطلين المحتجين، أم نبدأ من إفتراءاتك على رموز شهداء اليسار المناضلين، أم من القرارات السياسية اللاشعبية التي نخرت كل الطبقات وخصوصا الطبقة المتوسطة حيث نغصت عليها حياتها وأوغلت في تنكيدها..

فكم يكفيك يابنكيران من الغرقى والحرقى والحمقى حتى تترك هدا الوطن العظيم الذي اصبحت توزع فيه صكوك الوطنية و الغفران على هذا الشعب الطيب السليم الذي يفضل أن يتسول بعرض وشرف صبيانه وبناته ويقتات من قعر القمامات وينام على الكرطون و الحصير ويلتحف البلاستيك و القصدير، على أن تجره مجازفاتك السياسية اللاشعبية إلى غايات المتربصين بوطننا في الداخل والخارج، أي إلى عواصم الحروب و البارود وميليشيات التخريب كما ليبيا ومصر و دول الشرق الاوسط.