يونس لقطارني
افريقيا Africa، هي ثاني أكبر قارة في العالم وثاني أكثر القارات اكتظاظاً بالسكان. تتميز القارة بطول سواحلها على المحيطين الهندي والأطلنطي، بالإضافة إلى البحر المتوسط. هذا بالإضافة إلى توفرها على انهار وبحيرات كبرى وسط القارة.
افريقيا هي المنفذ الأوسع على أوروبا وأقرب مصادر الطاقة النفطية الغازية والشمسية.
افريقيا تملك حوالي 124 مليار برميل من احتياطي النفط، وهو ما يقدر بحوالي 12% من إجمالي احتياطي النفط العالمي، هذا بالإضافة إلى 100 مليار برميل على شواطئ القارة في انتظار أن يتم اكتشافها.
افريقيا تتميز بكميات كبيرة من عنصر اليورانيوم الهام في الصناعات النووية.
في عام 2008م أنتجت افريقيا حوالي 483 طنًّا من الذهب، بما يمثل حوالي 25% من إجمالي إنتاج العالم.
افريقيا تتصدر سوق الألماس العالمي؛ حيث تقوم بإنتاج 40% من إجمالي الألماس عبر العالم.
إفريقيا تنتج 80% من إجمالي البلاتين، و27% من إجمالي كمية الكوبالت المنتجة حول العالم.
ويتراوح احتياطي القارة من الحديد والمنجنيز والفوسفات واليورانيوم من 15 – 30% من إجمالي الاحتياطي العالمي لهذه المعادن.كما يعتقد أن القارة تمتلك احتياطات تقدر بحوالي 90% للكوبالت، و90% للبلاتين، و95% للكروم، و64% للمنجنيز.
افريقيا الاغنى بالموارد الطبيعية، ليس من باب الصدفة أن تساق القارة بهذا الشكل لصراع دولي تحت رايات مختلفة.
ومن هنا نستنتج إذن إن افريقيا ليست فقط مسرحًا للنزاعات والبؤس والهجرة, وإنما أيضا إلى السؤال الذي يطرحه المستثمرون وأصحاب القرار السياسي اليوم: “كيف ندخل أفريقيا؟ وفي أسرع وقت ممكن” فموقع أفريقيا المركزي وسط العالم ووسط بقية القارات له دلائل عديدة حول القدر التي منحته إياها الطبيعة الأم في أن تكون القلب النابض الذي تتكالب عليه القوى العظمى.
افريقيا البلد الغني جدا من حيث الموارد الطبيعية ولكن جلها غير مستغلة أو معطلة بسبب استمرار الصراع، الصراع البارد والمشتعل بعض الأحيان مع أطراف خارجية والملتهبة داخليا بحرب بين أبناءها على الثروات المادية بالموازنات الحكومية بفساد منقطع النظير وفقا للتقارير الدولية حول الشفافية كأكثر القارات فسادا وبلا رقيب أو حسيب.
افريقيا أقل ما يقال عنها أنها فاشلة حتى في توفير أبسط مقومات الحياة للمواطن ، لا كهرباء ولا ماء ولا دواء وتعليم ولا أمن و لا بنوك تقدم خدمات و توفر أموال المودعين بحساباتهم، افريقيا ذلك البلد الذي صار المواطن يعيش حياة بدائية في عصر التكنولوجيا والتطور العلمي، صار همه اليومي أن يحصل على الوقود وأنبوبة الغاز وقطعة خبز جافة وسط فقدان تام لشبكة الآمان الاجتماعي والاقتصادي سواء للعاملين أو المتقاعدين وحتى العاطلين عن العمل على حد سواء، لم تجد الناس أمام هذا الانهيار غير المسبوق برغم إنفاق المليارات سنويا .
أكثر من نصف المجتمع الإفريقي نساء قابعات بالبيوت ظلما وقهرا وعدونا ، فلا عمل حكومي يسد حاجة ولا أمل في الحصول على فرصة بالقطاع الخاص، فلا توجد مساحة لهن لفعل شئ في هذه الحياة أمام سطوة الرعاع.
الصراع يزداد شدة بتدخل أطراف خارجية بشكل مباشر عسكريا وسياسيا والأعين جميعها على الثروات الافريقية واستغلالها مستقبلا في إطار السباق المحموم للحصول على موطأ قدم على الأرض أو في أعماق البحر او على الرمال .
ماذا عسانا نفعل وكيف المخرج من هذا الانهيار المستمر وفقدان المقدرات وضياع الأموال في صناعة الخراب وحالة التراجع الإنساني والأخلاقي؟،
ولو كانت الحكومات تحكم فعلا، لما رأيت القمامة تغمر شوارع القارة الإفريقية.وصار الزمن زمن الرويبضة ومن يدور في فلكهم من المتردية والنطيحة والمنبطحة،وتاه المواطن الافريقي بينهم في غيهم الذين هم فيه يختصمون و يعمهون.
سيستمر الحلم والأمنيات الطيبة بتحسن الأوضاع والخروج من دوامة الانهيار المستمر أمل كل مواطن ومواطنة اكتوى بلهيب الصراع، حتما سيأتي يوم نجلس لنتحاور كيف نعيد بناء افريقيا واقتصادها بما يحقق العدالة للجميع، اقتصاد تكون فيه الفرص متاحة في إطار رؤية مناسبة تعمل على تنويع اقتصاد تنافسي أولوياته فرص للعمل والإنتاج وتحقيق الذات ويدعم الصغير حتى يكبر ويحمي من تغول وسيطرة الكبار. ولكن لن تجدي الأمنيات في تحقيق ما نصبوا إليه إذا لم نتفق جميعا أننا في حاجة لمراجعة شاملة للواقع الاقتصادي والاجتماعي المترابطين وإعادة صياغة قواعد و آليات واضحة و شفافة تضمن العدالة و المحاسبة و الشفافية للجميع.