سهام أيت درى – أروى بريس
استفاق المغاربة اليوم على نبأ غرق مصنع سري للنسيج يستغل مخزن إحدى الفيلات بطنجة راح ضحيته مايزيد عن 20 شخصا ولا زالت الأرقام قابلة للإرتفاع في أي وقت ،حيث صاحبت الظروف المزرية التي يعيشها المغاربة مع كورونا.
و فيما استقبل المغاربة في الآونة الأخيرة منذ مارس الماضي ضيفا لم يكن في الحسبان ولم يستأذن بالدخول، لكنه دخل وانتشر وقتل وشرد أسرا بأكملها وكشف المستور وخلع النقاب عن أشياء كانت مرقعة في السابق، لكن المواطن المغربي هو من دفع ولازال يدفع ثمن المساوئ ، والان أصبح يدفع ثمن لقمة العيش مع التخلي عن الكرامة التي يعيش الإنسان من أجلها والتي أدت بها حادثة اليوم إلى الحضيض.
وعلق النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم عن الحادثة، لكنهم لم يدركو أن الفرد يسير وفق منطق الجماعة ضمن ما سماه “دوركهايم ” بالظاهرة الاجتماعية، التي يقصد بها تحرك الفرد ضمن القالب الذي اتفقت عليه الجماعة سواءا كانت مجتمعا أم مؤسسة الدولة، لكن في هذه الحالة نخالف دوركهايم بأن عدم المسؤولية هي من جعلت من المواطن المغربي شهيدا في سبيل لقمة العيش، لقمة تكاد تمثل أبسط الحقوق التي يطالب بها الفرد داخل مجتمعه وداخل دولته التي يكونها ولولا وجود الشعب لما سميت تلك الرقعة الجغرافية بالدولة ، ولما أعطيت لها الصلاحيات لممارسة الاستهثار بمواطن يشتغل من عتمة الصباح الى ظلمة المساء مقابل على الحصول دراهم معدودة لا تضمن العيش البسيط ومابالك بالكريم .
دائما ما تتخبط الطبقات الكادحة منذ زمن بعيد في عراقيل تكاد تكون تافهة لكنها تشكل مصير الآلآف ، وبالتالي هل نستحضر مصطلح التفاوتات الطبقي طبقة المهيمنين والمهيمن عليهم بلغة “كارس ماركس” ؟لكن هذا الأخير لم يصل إلى مرحلة الدعس على كرامته في سبيل لقمة العيش لأنه ليس كل من يتفس فهو حي، أم نستحضر ما قاله “مصطفى حجازي “في كتابه “سيكولوجية الانسان المقهور” الذي يقول في إحدى صفحاته “أن الانسان المقهور يعيش حياة نفسية معقدة دائما ما يصاحبها عنصر القهر والمقهور يكون كبش الفداء، قهر الطبيعة وغوائلها ، قهر المتسلط في المجتمع الزراعي ، قهر التقاليد العشائرية الجامدة، التي تشل الفكر وتمنع الموقف النقدي من ظواهر المجتمع وأنظمت، تم القهر الذي تمارسه السلطة في المدينة على اختلاف وجوهه وأشكاله وتبريراته، كل ذلك يخلق يخلق جوا عاما من العنف يمارس على الشخصية، مانعا تفتحها وتصديها بشكل أوثق لمختلف قضاياها الوجودية”؟ لكن في الغالب تصلح كلاهما .