Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

المرأة هي الحجر الأساس في التنمية والتكوين الإجتماعي والحضاري للأمة

يونس لقطارني – أروى بريس

المرأة لسيت بحاجة إلى هذا اليوم العالمي فقط لتكون بارزة وناجحة في المجتمع، فكلّ يوم هو عيدها، وكلّ يوم هو انتصارها.! لأنها كمرأة هي المعادلة الأساسية والمحورية في بناء المجتمع الحر والمسؤول . لأن المرأة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أهميتها ودورها الطبيعي في الحياة كمدرسة حقيقية في تكوين الفرد ذكرا كان أم أنثى . نجدها هي الحجر الأساس في التنمية والتكوين الإجتماعي والحضاري للأمة. وعلينا حمايتها على هذا الأساس بالتصدي بحزم وصرامة لأولائك الراغبين بمنظورهم الضيق والبائس لإبقائها حبيسة النظرة الدونية كمخلوق ناقص لا يتعدى دورها كجارية بالنسبة للرجل أو متعة أو عورة طبقا للمنظور القديم الذي ساد خلال العصور الوسطى ولا زال ساري المفعول عندنا في عالمنا العربي المتخلف. في حين نحن نرى اليوم في المجتمعات المتقدمة والقوية دور المرأة عند هذه المجتمعات
دورا رياديا وقويا كعنصر أساسي في معادلة التنمية إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .بينما نحن لا زلنا ننظر للمرأة كما لو أنها عنصرا ضعيفا لا يصلح إلا لإستراحة محارب أو نزوة عابرة رهن إشارة الرجل المتخلف المريض والمكبوت .
علينا أن نرسم في عقول ناشئتنا وتلامذتنا خلال المراحل الأولى من تكوينهم بأن المرأة هي إنسان ولا تختلف عن الرجل في شيء سوى في وظيفتها كأم كأخت كإبنة كزوجة . فهي بحكم طبيعتها النبيلة كمنبت للأجيال القادمة بمشاركة أخيها الرجل كشرط أساسي في معادلة التناسل وبناء الأسرة والمجتمع . علينا أن نجعل منها مدرسة مثالية وتقليدها المسؤولية الكاملة في البناء الإجتماعي والسياسي والإقتصادي أسوة بشريك حياتها الرجل الحر والمؤهل أيضا للدور المنوط بهما معا . فالمساواة بين الرجل والمرأة مسألة طبيعية وضرورية وعادية في منطق الحياة ولكي ندرك هذا الأمر لا ينقصنا سوى التجرد من المفاهيم البدائية والتخلص منها حتى نستطيع أن نلحق نحن العرب بالركب الحضاري للإنسانية والتطور الذي يبني الحضارات على هذا الكوكب الأزرق الذي نحيا عليه.
علينا أن نواجه التيار النكوصي الذي يجتاح المناطق الهشة من عالمنا والقضاء على الأمية والجهل بنشر التعليم والثقافة والوعي بين الناشئة في عموم الوطن دون استثناء لجعل هذه الناشئة أجيالا مستقبلية متفتحة على ثقافة شعوب الأرض قاطبة والتركيز على الثقافة التنويرية الرابحة للرهان والصدارة على كوكبنا المتطور والمتحرك أبدا نحو الأمام .

وعلينا أيضا بناء جسور الحوار مع الآخر وربط العلاقات المثمرة ثقافيا واقتصاديا وزرع روح التسامح والتفاهم في وجدان الناشئة والقضاء على الكراهية والأحقاد الموروثة عن الماضي المظلم خدمة للسلام العالمي وتوحيد الإنسان المتضامن مع أخيه الإنسان في كل زمان ومكان .