أيوب سملالي – أروى بريس
كيف تجرؤ الجارة الجزائرية على تحريض بعض الدول من داخل الاتحاد الافريقي ضد دولة اسرائيل، و ذلك من أجل سحب عضويتها كمراقب من الاتحاد.
ماذا أعطى النظام الجزائري لافريقيا، و هو لم يضمن تقدم و استقرار بلاده أو حتى لقمة عيش كريم لشعبه الأبي، نظام فاسد خدم مصالحه الخاصة و نسي شعبه. و الغريب في الأمر، أنهم الأوائل في إعطاء دروس الوطنية للغير. ترتيبها العالمي في شتى المجالات خير دليل على فساد النظام بالرغم من امتلاكها لعدة موارد طبيعية (الغاز و النفط).
كيف لدولة مكانتها في افريقيا شبه منعدمة أن تشن هذه الهجمة على اسرائيل؟ و تقف سدا منيعا أمام ازدهار القارة الذي يكمن في ربط علاقات رابح-رابح مع حلفاء استراتيجيين من حجم اسرائيل، و ضد حلفاء لهم القدرة على خدمة مصالح القارة و على استعداد لمد يد العون اقتصاديا، صناعيا و اجتماعيا، و ليس فقط لاستنزاف و سرقة خيراتها.
و ما أثار فضولي، المفردات و المصطلحات المستعملة من طرف صحافة النظام و قنواته الإعلامية في محاولة بئيسة للفت انتباه و أنظار الرأي العام الوطني و الدولي لتلميع صورة النظام الفاسد و الملطخ بدماء الأبرياء. حسب واحدة من هذه القنوات للصرف الصحي “إنّ الجزائر بدأت رسميا بتشكيل طاقم أفريقي لرفض قرار إدخال الاحتلال الإسرائيلي في الاتحاد الأفريقي للحفاظ على مبادئ الاتحاد”.
عن أي احتلال و عن أي مبادئ تتحدثون؟
“الاحتلال” هو ما تنهجون ضد شعبكم بغزوه و احتلاله فكريا من خلال مناهج دراسية لتلقين تاريخ مزيف، و إعلام لا يرى إلا بعيون النظام.
أما “المبادئ”، فحدث و لا حرج، النظام الذي لا يحترم قواعد حسن الجوار، لا يخلق إلا الفتن و الصراعات بالمنطقة، و لا يبث إلا الكراهية و العداوة بين الشعوب حتى يتسنى له التأثير على شعبه وجعله يحب ما يريده له أن يحبه، ويكره ما يريد منه أن يكرهه. فأين هي المبادئ من كل هذا؟
سياسة فرق تسد، سياسة أكل الدهر عليها و شرب في عصرنا الرقمي الحالي، و الأفارقة أفطن للسير قدما وراء سياسة فاشلة لا تجلب خيرا للقارة. من دروس القيادة، أن تتميز بالقدرة على توجيه الأفراد لما فيه الخير لهم بطريقة يتسنى بها كسب طاعتهم، احترامهم و ولائهم، وعلى خلق التعاون بينهم في سبيل تحقيق أهداف مربحة للجميع.