بقلم عادل المير
الكل يرفع شعار يدغدغ الوتر الحساس مفاده دبير نقي وشفاف، و الدعوة إلى إرساء ديمقراطية داخلية تضمن للمناضلين والمناضلات بيئة سياسية سليمة يستشرف فيها مستقبل مشرق كفيل بتحقيق طموحات الجميع المشروعة وصدق في “القول والفعل” هدا النوع من الخطب يتم استهلاكه داخل الإجتماعات واللقاءات التواصلية التي يبرمها الحزب طيلة سنوات ما قبل موسم الإنتخابات.
لكننا اليوم كشف عنا الغطاء وصار بصرنا حديد ، إتضح أنه تم إشغالنا بأمور تافهة وحسابات ضيقة تقوم على توظيف المناضلات والمناضلين توظيفا استهلاكيا تنتهي الحاجة إليه بانتهاء صلاحيته مع حلول موسم الإنتخابات.
يتبين اليوم للجميع أن المشكل الذي يتلاسنه الجميع داخل المنابر الإعلامية من عزوف في صفوف الشباب ليس وليد الصدفة و إنما بما كسبت أيدي الأحزاب التي لم تستوعب بعد ضرورتها و أسباب النزول و أن استياء الشباب من الممارسة السياسية هو تحصيل حاصل لسلوكات الإقصاء و التهميش وغياب الآليات والميكانيزمات ذات المواصفات المطلوبة في مجال الفعل السياسي النبيل وذي المصداقية .
المشكل اليوم باعتقادي مرتبط بالأساس باستغلال العمل السياسي كدريعة من أجل تحقيق مصالح ذات نفع شخصي أو فئوي ضيق، دون الاكتراث لما خلفه هذا المسلك من إجهاز على أي أمل للمناضلات والمناضلين في “ممارسة السياسة بشكل مغاير .
وفي ظل هذه المعادلة الغير متوازنة لا يمكن توقع أي تغيير على مستوى الفعل السياسي ، خصوصا وأن الأحزاب لازالت تحافظ على نفس نمط الإنتاج الفئوي و عملية الإنتقاء التي لا تخضع لمعايير دقيقة و ديمقراطية تستحضر المسار النضالي و عامل الكفاءة داخل الحزب للمناضلات والمناضلين .
اليوم يتم رهن أدوار الأحزاب و تقزيمها في ماهو مناسباتي و حصرها في الإعداد للإستحقاقات الإنتخابية باعتماد أسلوب الإستفراد بالتسيير و التحكم في الإختيارات دونما أي اعتبار لقواعد وضوابط الإشتغال و هو ما يجر ممارستنا الحزبية و المؤسساتية بشكل مؤكد إلى الإصطدام والتوتر وإلى تغييب أخلاقيات العيش المشترك والعمل الجماعي والهجرة المريرة لفئة عريضة من الشباب هروبا من واقع سياسي لا يرقا إلى تطلعات وآمال المواطنين ولا يواكب الخطب الملكية لصاحب الجلالة نصره الله.