Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

لا خصوصية على الواتساب بوجود ألف موظف يراقبون الرسائل

هشام آيت الحاج / أروى بريس //

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- تعاقدت شركة فيسبوك مع أكثر من ألف موظف لقراءة الملايين من الرسائل الخاصة والصور ومقاطع الفيديو المرسلة عبر تطبيق واتساب التابع لها رغم مزاعمها بالحفاظ على الخصوصية ومنع انتهاك البيانات الشخصية للمستخدمين.

وعندما اشترت فيسبوك تطبيق المراسلة الشهير مقابل 19 مليار دولار في عام 2014، أكدت كلتا الشركتين للمستخدمين أنه لا يمكن الوصول إلى بياناتهم من قبل أي منهما.

لكن فيسبوك لم توظف فقط ألف عامل لتصفح الملايين من الرسائل على واتساب الذي يستخدمه مليارا شخص حول العالم، ولكنها شاركت أيضا بعض هذه الرسائل مع سلطات إنفاذ القانون ووزارة العدل الأميركية للمساعدة في وضع الأشخاص في السجن، بحسب تقرير نشرته بوابة “بروبابليكا” هذا الأسبوع.

مستخدمو واتساب غير منزعجين من الأخبار، حيث غردوا أنه ليس من المستغرب أن تقوم شركة تقنية كبيرة مملوكة لفيسبوك بمراقبة رسائل المستخدمين
وفي الوقت نفسه تواصل شركة واتساب الترويج لسياسات الخصوصية الخاصة بها وتؤكد أنه لا يمكن للشركة فك تشفير الرسائل بين المستخدمين. وذكر التقرير أن فيسبوك وظفت متعاقدين في أوستن وتكساس ودبلن وسنغافورة للنظر في الملايين من الأجزاء من محتوى المستخدمين.

ويستخدم هؤلاء العاملون برنامج فيسبوك خاص للتدقيق في تدفقات الرسائل الخاصة والصور ومقاطع الفيديو التي أبلغ مستخدمو واتساب على أنها غير مناسبة، ثم يقع فحصها بواسطة أنظمة الذكاء الصناعي للشركة.

ويصدر هؤلاء المتعاقدين حكما على أي شيء يظهر على شاشاتهم، ويبلغون عن كل شيء، بدءا من الاحتيال أو البريد العشوائي إلى المواد الإباحية للأطفال والتخطيط الإرهابي المحتمل، عادة في أقل من دقيقة.

فعندما يبلغ شخص ما عن رسالة، حتى لو كانت في محادثة خاصة، فإن خوارزمية التعلم الآلي سوف تفحص السلوك المشبوه وتعيد توجيهها إلى جانب أربع رسائل سابقة بالإضافة إلى أي صور أو مقاطع فيديو إلى إنسان حقيقي لتقييمها. وقد أخبر مشرفو واتساب “بروبابليكا” أن الذكاء الاصطناعي للتطبيق يرسل لهم قدرًا كبيرًا من المنشورات، ويتعامل كل مراجع مع ما يصل إلى 600 شكوى يوميًا، بمتوسط ​​أقل من دقيقة لكل حالة.
ووفقًا للتقييم، يمكن إما حظر المستخدم أو رفضه أو إضافته إلى قائمة المراقبة، ويمكن عرض الرسائل غير المشفرة من المستخدمين في القائمة “الاستباقية” جنبًا إلى جنب مع بيانات المستخدم الأخرى مثل مجموعات المستخدمين ورقم الهاتف ومعرف الهاتف الفريد ورسالة الحالة ومستوى البطارية وقوة الإشارة.

وقال ويل كاثكارت رئيس واتساب “أعتقد أنه يمكننا توفير الأمن والأمان للأشخاص من خلال التشفير الشامل والعمل مع سلطات إنفاذ القانون لحل الجرائم”.

وساعدت واتساب المدعين العامين في بناء قضايا بارزة ضد ناتالي إدواردز الموظفة في وزارة الخزانة الأميركية التي يُزعم أنها سربت وثائق سرية إلى “بازفيد” حول كيفية تدفق الأموال القذرة عبر البنوك الأميركية، وفقا لـ”بروبابليكا”.

وحُكم على إدواردز بالسجن ستة أشهر بعد إقرارها بالذنب في تهمة التآمر. وبدأت قضاء عقوبتها في يونيو. ووجد التقرير أيضا أكثر من 12 حالة تم فيها استخدام بيانات واتساب لوضع آخرين في السجن منذ عام 2017.

وصرح كارل ووج، مدير الاتصالات في واتساب، أن فيسبوك استأجرت الموظفين لتحديد وإزالة “أسوأ المسيئين” من المنصة، لكنه قال إنه يتفق مع كاثكارت ولا يعتبر هذا العمل تعديلا للمحتوى.

وقالت شركة واتساب في بيان إن “القرارات التي نتخذها بشأن كيفية إنشاء تطبيقنا تركز على خصوصية مستخدمينا، والحفاظ على درجة عالية من الموثوقية ومنع إساءة الاستخدام”.

وبدا مستخدمو واتساب غير منزعجين من الأخبار، حيث غردوا أنه ليس من المستغرب أن تقوم شركة تقنية كبيرة مملوكة لفيسبوك بمراقبة رسائل المستخدمين. وكتب أحد المستخدمين “اعتقدت أننا جميعا نعرف ما تفعله فيسبوك”. وكتب مستخدم آخر على تويتر “في النهاية، كلهم ​​يسيئون استخدام صلاحياتهم”.

وتزعم شركة فيسبوك أن الرسائل يتم فحصها فقط عندما يتم وضع علامة على أنها تحتوي على محتوى غير لائق، وأن المكالمات الشخصية والرسائل الأخرى لا تزال بعيدة عن متناول الشركة.
وقدم مُبلغ عن المخالفات شكوى العام الماضي إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، زاعما أن تفاخر واتساب بحماية خصوصية المستخدمين وبياناتهم كان خاطئا. وقالت هيئة الأوراق المالية والبورصات إنها لم تطلع على الشكوى ولم تتخذ أي إجراء ضد القضية.

وبينما امتنعت فيسبوك عن تقديم تفاصيل حول كيفية مراقبتها لمنشورات واتساب، فإنها تنشر علانية الإجراءات التي تتخذها على خدمتها الخاصة وإنستغرام. وقالت الشركة إن هناك نحو 15 ألف مشرف لتصفية الملايين من المنشورات على المنصتين.

ومنذ أبريل إلى يونيو حذفت الشركة أكثر من 32 مليون مشاركة تصور عريا للبالغين ونشاطا جنسيا على فيسبوك. وفي نفس الوقت أزالت 28 مليون مشاركة تصور إساءة معاملة الأطفال واستغلالهم، كما اتخذت إجراءات ضد أكثر من 1.8 مليون من هذه الأنواع من المنشورات على إنستغرام.