Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

توقيف خلية خراسان الإرهابية بالراشيدية عملية تعزز الرصيد المهني المتميز لأجهزة المخابرات المغربية

يونس لقطارني – أروى بريس

توقيف خلية خراسان بالراشيدية عملية تعزز الرصيد المهني المتميز لأجهزة المخابرات المغربية، وتأكيد لاعتماد المغرب لخطة اليقظة الأمنية في مواجهة كل التهديدات الإرهابية التي تتربص بالمملكة المغربية ، كما يمثل تفكيك خلية خراسان، تعزيز للمكانة المتميزة والسمعة الدولية لأجهزة المخابرات المغربية التي اكتسبتها بفضل هذا النوع من التدخلات الاستباقية.

توقيف خلية خراسان بالراشيدية، يكتسي أهمية خاصة، لا سيما وأن المغرب يعيش ظروفا استثنائية، بفعل تداعيات جائحة كورونا، كما أنه خرج منذ أيام من اختبار تنظيم انتخابات ناجحة، عكست التزام المملكة المغربية بالمسار الديمقراطي، وهي استحقاقات لها كلفتها من الناحية الأمنية، لكن ذلك لم يمنع من التركيز على عملية من هذا النوع، مما يحسب لأجهزة المخابرات المغربية التي أثبت جاهزية عناصرها في كل الظروف والسياقات.

توقيف خلية خراسان له دلالاته من حيث تمدد الخطر الإرهابي، الذي يحاول أن يبتعد عن المحاور والمراكز الحضرية الكبرى كشكل من أشكال المناورة، والتمويه لتنويم أجهزة الأمن، قبل الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود، وهو تنفيذ التهديدات الإرهابية التي تسعى لإيقاعها هذه الخلايا.

وتعتبر “ولاية خراسان”، الواقعة بأفغانستان، واحدة من ولايات تنظيم “داعش” التي ظلت قائمة بعد القضاء على التنظيم الإرهابي بالشرق الأوسط، ويظهر أنها ستصبح “ولاية مركزية” تعوض الموصل بالعراق بعد انهيار الأخيرة.

وظهرت “ولاية خراسان” كواحدة من ولايات التنظيم الإرهابي “داعش” سنة 2015 عقب نشأة التنظيم، وكانت ولاية عادية لكن بعد سقوط هذا الأخير بات لها دور مفترض.

ويحاول تنظيم داعش استغلال الأضواء المسلطة على أفغانستان بعد صعود طالبان من أجل الظهور من جديد على الساحة، وهو اليوم يبحث عن حضور إعلامي، من خلال التركيز أكثر على هذه المنطقة، التي تحظى باهتمام إعلامي كبير..

وكانت “داعش” تراهن سابقا على منطقة الساحل في إفريقيا؛ لكن بعد ما حدث في أفغانستان من تغيير تم التحول إلى ولاية خراسان التي ستصبح منصة جديدة لهم..

ولم تكن لولاية خراسان أية قيمة، ولم يسبق أن ظهرت إعلاميا منذ نشأتها سنة 2015 عقب انشقاق طالبان باكستان عن طالبان أفغانستان، ويضم  تنظيم “خراسان” أعضاء من طالبان باكستان، ومنذ ذلك الوقت أنشأ خلايا نائمة في مدن متفرقة، وعبر عن عدائه لطالبان أفغانستان.

وعاد التنظيم إلى الواجهة عقب تبنيه أحداث تفجير مطار كابل في غشت الماضي، الذي راح ضحيته جنود أمريكيون، تليها هجمات دموية كبيرة راح ضحيتها مدنيون.

يذكر أن خراسان هو اسم منطقة تضم أجزاء من أفغانستان وباكستان وإيران وآسيا الوسطى. وحسب تقرير سابق لمجلس الأمن الدولي، فإن أعداد مقاتلي “داعش خراسان” تتراوح ما بين 500 وبضعة آلاف. ويبدو، اليوم، أنهم يضمون مقاتلين وموالين حتى خارج حدود المنطقة.