Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

مؤسسة ابن بطوطة باسبانيا .. نموذج فاعل لمأسسة العمل وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي بين افراد الجالية المغربية

يونس لقطارني – اروى بريس

تمكنت مؤسسة ابن بطوطة على مدى سنوات، وبفضل إستراتيجية القرب التي تبنها رئيس المؤسسة السيد محمد الشايب , من الدخول في علاقة مباشرة مع الجالية المغربية من نساء وشباب ومسنين وذوي الاحتياجات الخاصة, ومعرفة أحوالهم وتحديد حاجياتهم, وهو ما شكل النواة الأساسية لفعالية ونجاعة الخدمات التي تقدمها المؤسسة في مختلف المجالات.

فمنذ إطلاقها سنة 1994 ، تمكنت مؤسسة ابن بطوطة من تحقيق الأهداف التي سطرتها وتنزيل المقاربة الاجتماعية التي يقوم عليها عملها، حيث شكلت نموذجا خلاقا لمأسسة العمل التضامني ذي الوقع الإيجابي المستدام، وذلك من خلال إطلاق مشاريع وأوراش للنهوض بأوضاع الجالية المغربية، وتعزيز قدرات الشباب والنساء، وضمان التمدرس ، إضافة إلى إحداث أنشطة مدرة للدخل بما من شأنه تعزيز الاندماج والانخراط الفاعلين لمختلف الشرائح الاجتماعية .

وتأتي مختلف المشاريع والمبادرات التي ما فتئت مؤسسة ابن بطوطة تعززها سنة بعد أخرى، تكريسا للمهمة النبيلة التي رسمها السيد محمد الشايب لهذه المؤسسة وحرصا منه على توجيهها لإنجاز برامج طموحة استهدفت كل الشرائح الاجتماعية مع عناية خاصة للشباب و النساء في وضعية صعبة وإدماج المعاقين وإيجاد البيئة السليمة للشباب ومحاربة أمية الكبار وتحسين ظروف عيش النساء والأشخاص المسنين المعوزين وغيرهم من المحتاجين والمهمشين”.

ففي ما يتعلق بشريحتي الشباب والنساء فإن المقاربة التي تعتمدها مؤسسة ابن بطوطة في هذا الإطار تقوم على تلبية حاجيات هاتين الفئتين في مختلف المجالات، خاصة توفير الدعم الاجتماعي والثقافي والتعليمي والتوظيفي للأشخاص من المهاجرين ، بحيث يكونون مواطنين أوروبيين بالكامل ، مع إشارة خاصة إلى من هم من أصل مغربي.

وفي هذا السياق يعتبر تكوين وتعزيز قدرات النساء والشباب التي تعمل المؤسسة من أجله، آلية فعالة لضمان الإدماج الاجتماعي والمهني لهاتين الفئتين وتكريس محورية تأهيل العنصر البشري في برنامج عمل المؤسسة.

ويعكس مركز مؤسسة ابن بطوطة ومتابعة السيد محمد الشايب المتواصلة لأدائها العناية الموصولة التي ما فتئ يحيط بها فئتي النساء والشباب وحرصه الدائم على مواصلة تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تقوية قدراتها وانتشالها من جميع مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعيين حتى يكونون مواطنين أوروبيين بالكامل .

كما يعكس إنجاز هذه المؤسسة ، الذي يندرج في إطار المواطنة الكاملة للجالية المغربية المتعلقة بالأولوية الواجب إيلاؤها للنساء والشباب باعتبارهم فاعلين أساسيين في حفظ التوازنات الاجتماعية وفي تحفيز الدينامية السوسيو- اقتصادية ، الزخم الكبير الذي ما فتئت تعرفه مجهودات مؤسسة ابن بطوطة الرامية إلى تعزيز قدرات هؤلاء المستفيدين، سيما عبر تمكينهم من الولوج إلى تكوينات مؤهلة وأنشطة رياضية وثقافية متنوعة.

وبالفعل، فإن مؤسسة ابن بطوطة تكرس السعي الحثيث للمؤسسة إلى النهوض بأوضاع الجالية المغربية، لا سيما التي توجد في وضعية صعبة، من خلال تمكينها من اكتساب كفاءات خاصة لمزاولة مهنة معينة تسهم في تحسين مستوى عيشها، إلى جانب تمكينها من حصص محاربة الأمية والاستفادة من التأطير القانوني والمواكبة النفسية في إطار المقاربة المعتمدة من طرف المؤسسة، والتي تقوم على تشجيع خيار التكوين المؤهل باعتباره آلية ناجعة للإدماج الاجتماعي والمهني. وفي مجال الطفولة، أولت مؤسسة ابن بطوطة، منذ إحداثها، عناية خاصة بحماية الأطفال المتخلى عنهم واليتامى والمحرومين، وذلك من خلال زيارات تفقدية لمراكز حماية هذه الفئة وتعزيز الخدمات المقدمة لها، إضافة إلى بلورة برامج لفائدة النزلاء ، وتقديم مساعدات بصفة منتظمة للجمعيات والمؤسسات التي تتقاسم الهدف ذاته .

وهكذا إذن، تشكل مؤسسة ابن بطوطة تكريسا للدور البارز الذي باتت المؤسسة تضطلع به في دعم مختلف الشرائح الاجتماعية بما يجعل منها نموذجا خلاقا لمأسسة العمل التضامني ذي الوقع الإيجابي على مستوى عيش الجالية المغربية وتأهيل العنصر البشري الذي يشكل قطب الرحى من أجل مواطنة كاملة و شاملة, من خلال مجالات عملها و التي تضمن حقوق المرأة و المساواة بين الجنسين .