Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

المغرب العربي الكبير بين الحلم و سياسة الواقع

أروى بريس


شرفة القصر البلدي مراكش 1989 ، هو تاريخ معروف لدى كافة المغاربة شئنهم في ذالك شأن شعوب الجزائر ، تونس ، ليبيا ، موريتانيا ، حيث ام إعلان عن ميلاد اتحاد المغرب العربي أو ما يسمى باتحاد المغرب الكبير ، هي بنود وقعت آنذاك بين رؤساء الجماهيرية الليبية و التونسية و الموريتانيا و الجزائرية و الملك الراحل الحسن الثاني ، بنود حملت أفكار و رؤى و مشاريع مشتركة ، إن حققت تلك المشاريع الأكيد ستزهر الدول الخمسة ، لكن شتىنا بين الحلم و الواقع .
حلم المغرب العربي كإطار يجمع الأشقاء الخمسة و ينهض بالتقدم و النماء ، و الدفاع المشترك بينهم ضد أي عدوان ، حلم التكامل بين الدول الفلاحية و الدول البترولية لم يكتب له أن يتحقق ، لعدة أسباب
العلاقات المغربية الجزائرية
ان المتتبع للعلاقات الجزائرية المغربية يعلم جيد أن سبب توقف قطار الاتحاد يرجع بالأساس لهذه العلاقة ، فالمملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية تعيش العلاقة بينهما بين المد و الجزر ، بالرجوع للتاريخ فالمغرب كان القاعدة الخلفية و البيئة الحاضنة للمقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي ، و مع بزوغ فجر الاستقلال لم تتأخر الجزائر في رد الجميل مع جارتها الغربية حيث صارع الجارة الشرقية للمغرب إلى إعلان الحرب سنة 1963 .
حرب الرمال 1963 : هي أولى شرارات حول صعوبة العلاقة بين دولتين كانتا مستعمرتين من طرف فرنسا.
الدعم العلني للجزائر لمرتزقة البوليزاريو ضد المغرب ، دعم معنوي و لوجستيكي بالسلاح و المرتزقة من عدة دول و دعم مالي.
طرد قرابة ربع مليون مغربي من الجزائر دون أن سند قانوني.
تفجيرات فندق أطلس آسني بمراكش و علاقة المخابرات الجزائرية بالمنفدين ، و ماصاحب ذالك من غلق الحدود بين البلدين – معبر زوج بغال –.
بين الفينة و الأخرى تلوح بوادر انفراج الأزمة بين الدولتين ، لكن سرعان ماتعود الوضعية لسابقها ، أمام تعنت الجانب الجزائري في ايجاد حل واقعي ينهي التقسيم بين الشعبين ، المغرب طالما دعا الجزائر لبداية صفحة جديدة بين البلدين ، لكن يقابل الطلب بالرفض المبطن ،.
الخبت الجزائري لا ينتهي وليس مرتبط ب بن بلة ولا شادلي بن جديد ولا المقبور بومدين ، انما هي غقيدة لدى الزمذ الحاكمة بقصر المرادية يتم توارثها جيل عن جيل لدى جينرالات هذه الدولة ، طرد مزارعين المغاربة من مناطق ظلت لسنوات يتم استغلالها من طرف الفلاحين المغاربة طبقا للاتفاقيات الثنائية بين الدولتين حول الاراضي الحدودية ، التهكم المباشر على المغرب و و صفه بالدولة المحتلة . هي كلها نقاط تجعل هذه العلاقة صعب أن تعود جيدة كما كانت أو تكون بادرة لعودة الدفئ بين البلدين .
ليبيا
ليبيا دولة تزخر بالموارد الطبيعية و المعادن ، دولة تعيش مند الاطاحة بمعمر القدافي وضع لاتحسد عليه بين الصراع بين عدة ميليشيات داخلية ، لسيطر على مقاليد الحكم لهذا البلد النفطي ، بلد عمر المختار ، بلد أصبح ملعب يتنافس عليه دول عديدة كل دولة تدعم فصيل ليبي بالسلاح و العتاد ، هذا البلد تتصارع على حقوله النفطية الدول الكبرى و سخرت لذالك العديد من المرتزقة ، تم جلبهم من عدة دول الجنجويد من السودان و مرتزقة من تشاد ، مرتزقة فاغنر الروسية ، بالاضافة للعديد من مجموعات المسلحة ذات الطابع الجهادي كتنظيم السلفية الجهادية بالمغرب العربي ، و خلايا تكفيرية .
أصبحت الدول المجاورة لليبيا تتوجس الخطر من تسلل تلك التنظيمات
تونس
تونس أو كما أصبح يطلق عليها ب لبنان المغرب الكبير ، هذه الدولة الغارقة في المشاكل و الأزمات الاقتصادية و كذا السياسية منذ الاطاحة بنظام بنعلي ، بالاضافة لإشكالية المرتبطة بالوضع القائم بعذ تعطيل رئيس الدولة قيس سعيد العمل بالدستور و حل البرلمان و الحكومة ، ومارافق ذالك من احتجاجات تزيد الوضع الذاخلي على الحافة .
موريتانيا
أكثر الدول الفقيرة في المنظومة المغاربية رغم توفرها على المعادن النفيسة كالذهب و الفضة ، لكن لم تحقق أي تقدم و ازدهار لمواطنيها ، أظف الى ذالك لدولة شنقيط وضع خاص فهي الأكثر دول مغاربيا من حيث يام الانقلابات العسكرية .
هذه العوامل بالاضافة لكونها تعتمد بالاساس على الدعم المغربي سواءا من ناحية توفير الخضر و الفواكه إلى جانب الدعم المغربي لها في حماية حدودها الشمالية الشرقية من تسلالات مرتزقة بوليساريو الإرهابية.
• المملكة المغربية
للمغرب استراتيجية ان تم تقاسمها مع الدول المغاربية فالأكيد سيصبح الاتحاد القوة اقتصادية تنافس مجموعة اسيان و الاتحاد الاوروبي ، فالمغرب لايتوفر على بيترول ولا غاز لكن حقق قفزة نوعية اقتصاديا و اجتماعيا … بفضل تجويد الخدمات و توفير الطاقة البديلة للبترول والغاز ، بالاعتماد على الطاقة الريحية و الطاقة الشمسية من خلال اطلاق مشروع المزارع الشمسية كنور ورزازات ، أضف الى أن المغرب و بفضل حنكة عاهل البلاد قذ جلب العديد من الاستثمارات الدولية للمغرب .
الجزائر
الجزائر أو بلد المليون و نصف شهيد ، بلد يعيش على عائدات النفط و الغاز بالدرجة الاولى ، بلد انهك حكامه الشعب الجزائري في حرمان المجتمع الجزائري من العيش الكريم من خلال اسثتمار عائدات النفط و الغاز في خلق مشاريع اسثتمارية ، وتحسين المرافق العامة ، كالصحة و الاستثمار في المجال الفلاحي لتوفير اكتفاء ذاتي ، فضل نظامه الفاشي ضخ المليارات من الدولار في جيوب مرتزقة البوليساريو ، الشعب الجزائري منهك من الصراع بين جينرالات العسكر و ماخلف ذالك من الاقتتال في العشرية السوداء ، شعب الامير عبدالقادر يعيش وضعا مزريا في عدم وجود بطاطس ولا الموز الكافي ، أما الحليب و مشتقاته فذالك قصة أخرى ، فعوض بحث النظام الجزائري عن حلول للوضع المزري و الذي قاب قوسين من الانفجار ، يفضل حكام قصر المرادية مواصلة تهجم و الادعاء اعاءات عارية عن الصحة ضد المغرب.

كل هذا يجعل حلم توحيد المغرب الكبير و تكامل بين دوله أمرا غير قابل للتحقق ، الاتحاد المغاربي يواجه تعنت و اكراهات عديدة سواء داخل الدول المكونة له و حتى العلاقات بين دوله ، و أبرزها العلاقة بين المغرب و الجزائر ، و سيظل الحلم بعيد التحقق مالم تحذث معجزة.