Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

روسيا تستغل الأزمة بين الجزائر والمغرب للتموقع والتمدد إلى عمق أفريقيا

يونس لقطارني – اروى بريس

تحاول روسيا الاستثمار في الأزمة الجزائرية مع كل من المغرب وفرنسا، وترغب في تحويل البلاد إلى نقطة عسكرية غرب البحر المتوسط، حيث بدأت البحرية الحربية الروسية ونظيرتها الجزائرية مناورات عسكرية في الشواطئ الجزائرية، بالتزامن مع تطور المستجدات السياسية والدبلوماسية في المنطقة.

وتندرج المناورات الروتينية في إطار أجندة التعاون العسكري بين البلدين، غير أن تزامنها مع التوترات الدبلوماسية السائدة في المنطقة أضفى عليها أبعادا استراتيجية، خاصة في ما يتعلق بصراع التفوق الاستراتيجي في شمال أفريقيا المحتدم منذ عقود بين الجزائر والمغرب حتى في الأوضاع العادية، فضلا عن النوايا الروسية التي تجلت بشكل لافت في السنوات الأخيرة انطلاقا من مواطئ النفوذ التي اكتسبتها في ليبيا، ثم التوجه نحو عمق القارة السمراء بداية من مالي.

وقد أثارت هده المناورات قلق واشنطن، الحليف التقليدي للمغرب، وصول مفرزة من سفن أسطول البحر الأسود إلى ميناء الجزائر يوم 13 نوفمبر، لإجراء مناورات دولية. وشاركت في هذه المناورات، ثلاث سفن قتالية من البحرية الروسية: الفرقاطة الأدميرال غريغوروفيتش وقاطرة الإنقاذ SB-742 وسفينة الدورية دميتري روغاتشيف. من البحرية الجزائرية: الفرقاطة حراد على متنها مروحية، وسفينة الإنقاذ المنجد، وسفينة التدريب لا سومام، وطائرة دورية ومروحية بحث وإنقاذ.

واعتبر الموقع الصيني”تينسنت” هذه المناورات التي شارك فيها أسطول البحر الأسود كرد واضح على استفزازات الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو في البحر الأسود.

ويبدو أن الطابع الروتيني للمناورات البحرية الجزائرية – الروسية لا يحجب الرسائل الدلالية المتصلة باستعراض القوة والتكنولوجيات الحربية في حوض المتوسط الذي تشترك فيه الضفتان الأوروبية والأفريقية. ولئن ظل تقليديا تحت هيمنة القوة الشمالية فإن دخول البحرية على الخط عبر بوابة الضفة الجنوبية قد يكون امتدادا لمعركة النفوذ الصامتة بين الروس والفرنسيين في اليابسة.