Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

القيادي السابق في جبهة البوليزاريو مصطفى سلمى “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”

أمين احرشيون أروى بريس
كتب القيادي السابق في جبهة البوليزاريو والمطرود من تيندوف لآرائه المخالفة لقيادة الجبهة بسبب مقترح الحكم الذاتي، على صفحته بالفيسبوك قائلا
مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس

الناشط الصحراوي والقيادي السابق البوليزاريو مصطفى سلمى يوضح لمن لم يفهم بعد مغزى: مغرب اليوم ليس هو مغرب الامس.
من يتصور ان الجزائر ما زالت تشكل ندا للمغرب، إن لم يلطف الله بشعبها و يخلصهم من حاكميهم الذين تحجر تفكيرهم منذ نصف قرن. و تعود للسباق من نقطة الصفر. و يعلم الله وقتها هل ستلحق بركب المغرب ام تغلبها مطبات طريق السباق الطويل. فهو يعيش خارج الزمان و لا يرى الصورة الكاملة.
المغرب استفاد من نزاع الصحراء و ما زال يستفيد. و أكثر من أفاده هي الجزائر نفسها.
كلا الغريمين التقليديين في المنطقة (الجزائر و المغرب) يسوق أن مشكلته مع الآخر. و لكل أهدافه و طريقة تسويقه.
فالجزائر التي لا هدف استراتيجي لها غير إضعاف المغرب لتقنع نفسها بكونها القوة الاقليمية المهيمنة. تجمد حد طموحها عند ارنبة أنفها، فلا تريد غير منازعة المغرب على الزعامة. بينما ظل المغرب يجاريها ليبقي سقف تطلعاتها عند ذاك الحد. و عينه على المستقبل البعيد الذي سيصبح فيه ندا لجيرته الشمالية التي لا تريد لمن كانت تحكمهم بالامس ان يصبحوا أندادا لها اليوم.
لم يخجل المغرب الواثق من نفسه من لعب دور الضحية أمام الجزائر كي لا تيأس من إمكانية التغلب عليه. و تظل تجهر بالعداوة التي تكسبه مزيدا من المشروعية داخليا و خارجيا في السعي نحو تقوية منظومته الردعية و تنويع شراكاته السياسية و الاقتصادية.
و لأن المغرب لا يتوفر على الموارد المالية الكافية. انفتح على العالم مستفيدا من موقعه الاستراتيجي الرابط بين عدة قارات في تنويع علاقاته الاقتصادية حتى مع خصومه و اعدائه بمن فيهم الجزائر نفسها معتمدا شراكات رابح رابح.
و كانت تجربة انبوب الغاز الجزائري المار عبر المغرب نحو اوروبا أكبر صورة لهذه السياسة، التي لم يخسر فيها المغرب اكثر من الحبر الذي وقع به على ورق اتفاقية عبور الانبوب. حبر ربح منه الغاز و ملكية شطر الانبوب الذي يمر عبر أراضيه و تخفيض منسوب التوتر الى حين.
نفس السياسة ما زال المغرب مستمر فيها للوصول الى الهدف الاكبر و هو إستعادة دوره المحوري الذي كان عليه قبل الحقبة الاستعمارية.


و ما زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي اليوم للمغرب و الحديث المتزامن معها عن قرب المغرب من حجز بطاقة عضويته ضمن نادي الصناعات العسكرية الحديثة. إلا نقطة من بحر المغرب العميق الذي لم تظهر سواحله بعد.
و لمن يريد ان يعرف مغرب الغد عليه ان يرى صورة تركيا اليوم. و عند حلول ذاك الغد سيشكر المغرب الجزائر كثيرا على جهودها الجبارة و صبرها على لعب دور أرنب السباق المرهق بلا فائدة. فلولا فضل الله و العون الجزائري لما وصل لما هو عليه اليوم.
أما من ما زال ينظر لقضية الصحراء بعيون ما قبل 13 نوفمبر، و يربط كل تحركات المغرب بما تفرضه عليه ضرورات النزاع عليها، فعليه ان يراجع أخصائي عيون. فنزاع الصحراء إنقلب سحره على ساحره، منذ فجر 13 نوفمبر. و أصبح الضارة النافعة للمغرب. بقاؤه خاملا كما كان من قبل يفيده، و تنشيطه لن يضره الا بالقدر الذي سيضر خصومه.
من هو المصطفى سلمى ولد سيدي مولود ؟
الاسم الكامل : المصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أحد القادة الأمنيين بالبوليساريو.
تاريخ ومكان الازدياد : 1968 بمدينة السمارة.
الحالة الاجتماعية : متزوج وأب لخمسة أطفال.
الدراسة : الابتدائية بمدينة السمارة وبعد الالتحاق بجبهة البوليساريو تابع دروسه الإعدادية بالجماهيرية الليبية والثانوية والجامعية بالجزائر، متحصل على شهادة الدراسات العليا في الفيزياء من جامعة عنابة سنة 1990. متحصل على شهادة ضابط شرطة من المدرسة العليا للشرطة بالجزائر العاصمة سنة 1991.

الحياة المهنية :

عدة مناصب بمخيمات تيندوف جنوب الجزائر من أهمها :
ـ المدير المركزي لشرطة الأمن العمومي والتحقيقات.
ـ الأمين العام للشرطة.
ـ المفتش العام للشرطة.

ينتمي لقبيلة الرقيبات لبيهات، من أكبر القبائل الصحراوية. جاء إلى المغرب في إطار زيارة عائلية لوالده، سلمة بن سيدي مولود شيخ قبيلة وهو من احد أعيان مدينة السمارة التي يشغل بها وظيفة رجل سلطة برتبة قائد ممتاز، وذلك بعد أزيد من ثلاث عقود من الفراق القسري الذي فرض على كافة الأسر الصحراوية منذ 1975، كان ووالدته وإخوته ممن اختطفتهم البوليساريو في العملية العسكرية بمدينة السمارة يوم 06 أكتوبر 1979، وتاركين ورائهم يومها والدهم الجريح، وأربعة شهداء داخل منزلهم المدمر، ثلاث نساء وطفل، من بينهم أختاه.
هذا هو نص الكلمة الذي أدلى به المصطفى سلمى سيدي مولود قبل رجوعه إلى مخيمات العار من أجل الدفاع عن مشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية تحت السيادة الملكية السامية.