يونس لقطارني – أروى بريس
المغاربة العالقين مهانة وذلة , وباء يهددهم , وحضر يضيق الخناق عليهم , وقلق من المحتوم , مع نفاذ مدخراتهم , صاروا مهددين بالتشرد والجوع والحاجة , كثرت مناداتهم , للسلطة والحكومة والتحالف , ورجال الاعمال والخير , ولم يستجب لهم أي طرف من تلك الاطراف , ضاقت بهم الاحوال , وحاصرتهم الظروف الصعبة , انهاروا ماديا ونفسيا , صرخوا بأعلى اصواتهم , حتى سمع العالم انينهم , وتفجرت مشاعرهم , بكى من بكائهم الحجر والشجر .
غربتهم اضطرارية بحثا عن علاج او دراسة , يفتقدونها في بلدهم , وحالة ظروف الوباء ان يعلقون , خاصة ممن استكمل العلاج او الدراسة , وحجز تذاكر للعودة , ونفذت منهم مدخراته , واستعدوا للرحيل , وفجأة وقع المحتوم , ماذا يعمل ؟, ومن المسؤول عنه ؟ , ولمن يلجئ ؟ اسئلة اجاباتها تشير الى سلطة وحكومة وزارتي الخارجية والمغاربة المقيمين بالخارج, مؤسسات وموظفين برواتب عالية وسيارات فاخرة , هذه هي مسؤوليتهم , ولا يعفيهم من تلك المسؤولية أي مبرر , مسؤولين امام الله والقانون والدستور , ومحاسبون دنيا واخره .
كل تلك المؤسسات وذلك الكم الهائل من الموظفين , والعالقون يستنجدون , ولا يسمع لنجدتهم أحد , في ظاهرة عجيبة وغريبة تحطم معنويات العالقون , وتفقدهم الثقة بالسلطة والحكومة والسفارات , وتصيبهم لعنة التقصير واللامبالاة , ففقدوا الامل بكل شيء , حينما طعموا مرارة المذلة والخذلان واصابتهم الكربة , وزادت فوق جراحهم وامراضهم اوجاع الغربة والاغتراب واهمال واللامبالاة للحكومة والتحالف و وعودهم التي تمطط اشهر واسابيع وقد تصل لسنوات .
فالأمل مفقود من حكومة لا ترعى شؤون مواطنيها ,وتحالف زاد من حجم معاناة البلد , ومسؤول عن حل الاشكالات التي تستعصي على الحكومة , فقدان للأمل جعلهم يكفرون بهويتهم , حينما شاهدوا بأم اعينهم , حكومات العالم باسره ترعى شؤون رعاياها , وتهتم لأمورهم وتنقذهم , ثم تعيدهم بكل سهولة ويسر لبلدهم مكرمين اعزاء .
المصيبة ان حكومتنا ضاعفت من معاناة العالقين , بالإهمال اولا , والصمت المعيب ثانيا , والوعود الكاذبة , وعجزها عن ترتيب مسألة اجلاؤهم , ومساعدة الحالات الغير قادرة على الإيفاء بمصروفها اليومي , ولم شتات المشردين ,او حتى الاستجابة للنداءات والانيين , مما جعل من وضعهم في بلاد الغربة مثير للشفقة , عندما يسأل الناس انتم مغاربة ؟!, ويتسألون هل لديكم حكومة ؟ او لديكم سلطة ؟ اسئلة محرجة ومثيرة للشفقة لوطن ذات حضارة وتاريخ , هو اليوم تحت سلطة لا ترعى المسؤولية وليس لديهم ضمير انساني يحرك فيها تلك المسؤولية ,فتسببت بأزمة ثقة بينها وبين مواطنيها , ازمة تتفاقم من داخل البلد لخارج البلد , فتوصل الناس لقناعة ان حكومة لا ترعى شؤون مواطنيها , لا يؤمنون انها تستطيع ان تقدم لهم دولة محترمة , دولة المواطنة , والتاريخ لا يرحم سيظل حال العالقين عار في جبين المعنيين الى يوم الدين .