يونس زهران // أروى بريس
لقد عاش المغرب و العالم معه طيلة هذا الأسبوع مأساة الطفل ريان الذي سقط في البئر ، هذا الطفل الذي حرك مشاعر الإنسانية جميعها و لقي تعاطفا من كل بقاع الأرض .
تجند الجميع لمحاولة إنقاذه من سلطات و وقاية مدنية و درك و قوات مساعدة و مهندسين و طبوغرافيين و خبراء و متطوعين عسى أن يجدوا طريقة مثلى لإخراجه من غيابات البئر و هو على قيد الحياة . خمسة أيام متواصلة من العمل دون كلل أو ملل أو توقف ، و الهدف كان هو الوصول إلى ريان .
صعوبة التضاريس قابلتها هشاشة التربة التي لا تساعد على الحفر المباشر فكان لزاما على الطاقم المشرف على الحفر اعتماد عدة طرق للوصول إلى ريان .
و خلال عملية الحفر كان هناك أصوات نشاز تقول ببطء العملية و استرخاص من يوجد تحت التراب . بالله عليكم هل من كان يحفر بالليل و النهار كان يمضي وقته في الاستمتاع بالحفر وكأنه على رمال الشاطئ يلهو ؟!
هل الطبوغرافيون الذين كان يحاولون تحديد المكان الدقيق الذي سيوصلهم إلى الطفل كان يمضون الوقت في أخذ السيلفيات ؟!
هل الرجل الطيب عمي علي و رجاله جاؤوا من أرفود إلى شفشاون للسياحة ؟! هل رجال السلطة الذين رابطوا هناك من الساعات الأولى لتتبع العملية من أولها و تسخير جميع الإمكانات المتوفرة لإنقاذ الطفل جاؤوا للمتعة ؟! العملية من أولها إلى آخرها كانت تحت أعين الملك شخصيا و كان متابعا لها منذ الساعات الأولى .
كان بإمكان الجميع سلك حل سهل و إخراج الطفل ميت و هو توسيع الصوندا و طمر الطفل تحت الأنقاض و إخراجه للمقبرة و هي عملية سهلة و غير مكلفة و هذا هو منطق بعض ضعاف النفوس الذين لم يستسيغوا أن تتوفر كل تلك الاليات و أن يدكوا الجبل دكا من أجل محاولة انتشال ريان و هو على قيد الحياة . إنه الأمل كان يحذو الجميع . لكم أن تتصوروا سائق الجرافة و هو يعمل لخمسة أيام من أجل ريان كيف ستكون حالته عندما يرى ريان ميت ؟! لكم أن تتصوروا الطبوغرافيون الذين حددوا مكانه بدقة و فرحتهم بإيجاده كيف سيكون إحساسهم عندما يرون ريان ميتا ؟! لكن أن تتصوروا ذاك الشاب الذي كاد أن يصل إليه لولا تلك الصخرة كيف ستكون حالته عندما يرى ريان ميتا ؟! و كل من شارك حتى رجال الصحافة الذين حجوا إلى المكان و كانوا يصلون الليل بالنهار لنقل الصورة وفي كل مرة يكابدون ويقولون اقترب الفرج كي يفرحوا و يفرحوا معهم كل المتابعين كيف كان حالهم عندما علموا أنه ميت ؟؟
الجميع بكى ريان بحرقة و أسى لأنهم كانوا يمنون النفس أن تكتمل هذه العملية بما كانوا يتمنون و أن يعود ريان لأهله ، لكن قدر الله كان هو الفيصل و هو أحكم الحاكمين و علام الغيوب .
فشكرا لمن ساهم ، و شكرا لمن تابع ، و شكرا لمن دعا لريان . وحفظ الله أبناء المغرب و سائر أبناء العالم .