بقلم شعيب جمال_الدين
تحقيق صحفي حصري
( 10 فبراير 2005 /// 10 فبراير 2022 )
في مثل هذا اليوم من شهر فبراير عام 2005 أحدث الملك محمد السادس تغيير كبير جذا داخل دواليب المديرية العامة للدراسات والمستندات المعروفة إختصار ب( لادجيد) وذالك بتعيينه للأول مرة رجل مدني على رأس جهاز كل من تعاقبوا عليه عسكريون منذ إنشاءه سنة 1973 .
مسار مهني حافل بالتجارب من رئاسة وكالة المغرب العربي للأبناء إلى المديرية العامة للشؤون الداخلية وصولا إلى إدارة الإستخبارات الخارجية أقوى جهاز إستخبارتي مغربي .
محمد ياسين المنصوري رجل الظل أو حارس أسرار المملكة شخصية هادئة يفضل الإشتغال في صمت بعيدا عن الأضواء.
حرص منذ بداية إشرافه على لادجيد على أن يظل محافظ على شخصيته الطبيعية يشارك في الجنائز ويحضر المناسبات الإجتماعية والدينية ( صورتين في التعاليق)
مما يعني تسويق نموذج جديد منفتح على المجتمع المدني يقطع كليا مع صورة الرجل الإستخباراتي الغامض المخيف زائر الليل التي إرتبطت بحقبة سنوات الرصاص ولم يكن هذا الإختيار فرديا يخص ياسين المنصوري فمحمد السادس هو الآخر كان يسعى منذ إعتلاءه العرش إلى إحداث ثورة شاملة في أسلوب إدارته شؤون المملكة .
منذ أن حل محمد ياسين المنصوري على مقر المديرية العامة للدراسات والمستندات بالرباط إنكب على إدخال هذا الجهاز إلى مرحلة جديدة بدأها بتنفيذ سلسلة مهمة من الإصلاحات الجوهرية التي تواكب التحديات الكبرى التي بات المغرب يعرفها في ظل التغييرات والتحولات المتسارعة التي طرأت على الخريطة السياسية والأمنية بدول شمال إفريقيا .
يعرف عن لادجيد بأنه يعمل بعيد عن الأضواء بحكم طبيعته العسكرية لهذا فأغلب النجاحات والضربات الإستخباراتية التي يحققها تظل غير معلنة إعلامياً غير أنني نجحت في الوصول إلى عدد من الإنجازات التي طبعت عهد ياسين المنصوري .
1) تفكيك عدة خلايا في الخارج تهدد الأمن القومي للمغرب أشهرها خلية عبد القادر بلعيرج التي نجح ظباط لادجيد في إستدراجه سنة 2008من بلجيكا والإيقاع به في مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء .
2) كثيرا ما نسمع في التلفزيون المغربي ونقرأ في الصحافة الورقية أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد ألقت القبض على أشخاص في مطارات المملكة لحظة دخولهم إلى المغرب فكل هذا يتم بفضل تقارير ترسلها عناصر لادجيد من الخارج التي تتمكن من جمع معلومات دقيقة حول الأنشطة الغير قانونية لهؤولاء الأشخاص .
3) فتح تمثيليات جديدة ل لادجيد في دول الخليج من أجل مواجهة التيارات الوهابية في معقلها والحد من إنتشار ها في المنطقة وهي الخطوة التي أعطت نتائج جيدة جذا .
4) إحداث للأول مرة فرقة لمكافحة التجسس الإقتصادي في شهر مارس سنة 2006 مع العلم أن هذا النوع من التخصص لازال غير موجود إلى يومنا هذا بمصالح العديد من الأجهزة الإستخباراتية العربية والإفريقية .
5) يعتبر ياسين المنصوري أول رئيس جهاز إستخباراتي على مستوى العالم تنبأ بسقوط نظام بن علي كان ذالك خلال لقاء جمعه في شهر فبراير 2008 مع دافيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أنذاك بحضور السفير الأمريكي بالرباط طوماس رايلي الذي وثق تفاصيل اللقاء في تقرير يحمل طابع وثيقة رسمية أرسلت إلى البيت الأبيض .
6) لعب المنصوري دور كبير في إقناع الأمريكيين أواخر سنة 2009 بمنح المغرب 28 مقاتلة أمريكية من نوع إف 16 سي دي بلوك 50/52 . والمرة الثانية في مارس 2019 حيث إقتنى المغرب عشرين طائرة من طراز إف 16 أمريكية الصنع .
7) ساهم ياسين المنصوري بتنسيق مع وزير الخارجية ناصر بوريطة في إنجاح مؤثمر الصخيرات عام 2015 الذي أثمر عن إتفاق شمل الأطراف الليبية تم توقيعه تحت رعاية الأمم المتحدة الذي يعتبر المرجعية الاممية الرئيسية .
كما قام ياسين المنصوري بدور أساسي من وراء الستار في إتفاقية بوزنيقة حول الصراع الليبي في 6 أكتوبر 2020 الذي أشادت به كل الدول وإعتبرته بداية حل للأزمة الليبية .
ولا ننسى كذالك دوره البارز في الإجتماع الأخير الذي عقد في مدينة بوزنيقة بتاريخ 21 يناير 2021 .
8) عمل إستخباراتي عال المستوى يفضح وجود زعيم جبهة البوليساريو للعلاج سرا بمستشفى لوغرونيور الإسباني تحت إسم مستعار محمد بن بطوش مما شكل ضربة إستخباراتية عالية الدقة أضافت نقط للإستخبارات المغربية على مستوى ترتيب تصنيف أقوى أجهزة المخابرات الدولية .
إستطاع محمد ياسين المنصوري طيلة هذه السنوات من جعل لادجيد جهاز إستخبارتي قوي جذا ذا فعالية و مستوى عال ينافس الأجهزة الإستخباراتية العالمية العريقة .
حيث تجاوز نفوذه ونشاطه محيطه الإقليمي إلى شمال مالي وغرب إفريقيا ودول أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا ومنطقة الخليج هذه الأخيرة التي عبرت عن رغبتها بتقديم دعم مالي ضخم يقدر ب مليار دولار سنويا على أن ترتبط الإستخبارات الخارجية المغربية بتعاون وثيق مع مخابرات الدول الخليجية خصوصاً الإمارات والسعودية وقطر .
هذا التطور والنجاحات وغيرها كان أحد أهم أسباب إستهدافه إلى جانب المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من خلال محاولة تشويه سمعتهم بإستخدام ورقة بيغاسوس للتجسس عبر إستغلال مجموعة من الصحف والمؤسسات الدولية بإيعاز من جهاز المخابرات الفرنسية التي شعرت بأن البساط سحب منها في عدة مواقع إستراتيجية بفضل التحركات الإستباقية وحنكة وإحترافية الإستخبارات المغربية التي باتت رقم صعبا داخل الخريطة الأمنية الإقليمية و الدولية .