يونس زهران أروى بريس
قدمت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان التي تنشط في اسبانيا استئنافا إلى المحكمة العليا الإسبانية ضد المدعو ابراهيم غالي زعيم المرتزقة في مخيمات تندوف حيث تتهمه الجمعية بالإبادة الجماعية بين عامي 1975 و 1991 في حق المحتجزين في المخيمات كما تتهمه بالاغتصاب و انتهاك الأعراض في حق نساء محتجزات .
و في هذا الصدد صرح رئيس الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان ثقته التامة في القضاء الإسباني ، حيث يأمل أن يفتح تحقيق شامل في القضايا التي عرضت عليه ضد المدعو ابراهيم غالي لإنصاف الضحايا و لو معنويا .
و يعتبر غالي من الأسباب الرئيسية في الأزمة الدبلوماسية التي تعرفها العلاقات المغربية الإسبانية ، حيث طلبت الرباط تفسيرات من مدريد حول دخول غالي للتراب الإسباني باسم مزور و جواز سفر جزائري للاستشفاء في إحدى مستشفياتها ، و ذلك للتهرب من الاعتقال كونه كان مبحوثا عنه في قضايا تتعلق بالاحتجاز و الاغتصاب و الابادة الجماعية . غير أن مدريد و لحد الساعة تتلكأ في تقديم توضيحات في هذا الصدد و ما زاد الطين بلة هو سماحها له بمغادرة التراب الإسباني دون متابعة ، ما وضع القضاء الاسباني أنذاك و مصداقيته على المحك . و هو ما عصف بعدة مسؤولين حيث تبين أن القضية هي أكبر من القضاء نفسه ، بل تخطته لتعصف بوزيرة الخارجية و عددا من المسؤولين أنذاك .
و رغم كل هذا ، فاسبانيا مازالت لم تجد ما تبرر به للمغرب تصرفاتها هاته .
و من شأن هذا الإستئناف أن يعيد القضية إلى الواجهة من جديد مع وجود أدلة ذامغة اعتبرتها المحكمة العليا غير كافية في المرحلة الأولى ، لكن الجمعية تأمل أن يأخذ القضاء هذه الأدلة المقدمة له على محمل الجد و أن يسير قدما في هذه القضية إنصافا للضحايا أولا ، و تكريسا لنزاهة القضاء الإسباني ثانيا .