Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

تغيير كتالونيا سفارتها من تونس إلى الرباط و السياق العام في المنطقة و علاقة الرباط بمدريد

يونس زهران أروى بريس

في الوقت الذي كانت الحكومة الإسبانية تريد تحسين علاقتها الديبلوماسية مع المغرب نزل عليها خبر نقل سفارة كتالونيا من تونس إلى المغرب كالصاعقة ، حيث كانت تأمل أن يتم تجاوز الخلافات التي هي سببها و لكن بتضحية من المغرب و تنازل منه و احتفاظها هي بكرامتها و نخوتها . لكنها لم تستوعب بعد أن مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس و أن امساك العصا من الوسط و القفز على جبال متعددة لم يعد يجدي نفعا ، و أن حركاتها البهلوانية لم تعد تغري المشاهد .
فوقوفها في صف المعتدين و و المناوئين للوحدة الترابية للمملكة و هنا أقصد شرذمة المرتزقة و راعيتها المؤسسة العسكرية الجزائرية و بعض الدول التي تقتات على الثروات الباطنية للجزائر ، كان خطأ استراتيجيا ارتكبته مدريد و خصوصا في الخمس سنوات الأخيرة ، حيث قطار الأحداث فاتها و موازين القوى في حوض البحر الابيض المتوسط تغير و شمال افريقيا لم يعد كما كان سواء سياسيا أو أمنيا بعدما دخلت قوى أخرى تتعارك في ليبيا ، و وجود ميليشيات أجنبية في الجزائر هدفها خلق القلاقل في منطقة الساحل بدعم من العسكر الجزائري . و التقارب الإسباني الجزائري و الذي يهدف إلى إضعاف المغرب اقتصاديا و إعادته بعد ذلك للعلاقات مع إسبانيا و هو صاغرا تبدد لها .
بل سارع المغرب إلى خلق شراكات استراتيجية جعلت منه الدولة المحورية في شمال إفريقيا و المخاطب الرسمي للقوى الكبرى في المنطقة .
قد لا يستبعد أي متتبع للأحداث أن يكون نقل سفارة كتالونيا من تونس و إغلاقها هناك تم بطلب من مدريد و بضغط الجزائر التي نجحت في إختراق تونس ديبلوماسيا بعدما تم إضعافها بتخطيط من إيران حليفة الجزائر في كل المخططات التي تهدف أيضا إلى إضعاف المغرب .
لكن إسبانيا لم تحسب العملية بشكل صحيح و لم تستوعب بعد أن المغرب يعاملها الند للند ، و أن المعارك القادمة ستهم القطاع الفلاحي و خصوصا الصيد البحري الذي يعد اليد التي توجع إسبانيا .
إن انفتاح المغرب اقتصاديا على الصين وروسيا وبريطانيا و أمريكا واسرائيل و افريقيا و دول الخليج ، جعله ينتقي شركاءه بعناية ودقة و فتح أمامه خيارات عديدة لتسويق منتوجاته حسب مصالحه العليا .
وهذا ماغاب عن إسبانيا بعدما تناوب على حكومتها أحزاب مصابون بالقصور في المجال الديبلوماسي و السياسات العامة للمنطقة و يفتقرون إلى التجربة و الإلمام بتاريخ المنطقة . و هذا ما أدى بها إلى الانزلاق في عدة مواقف كقضية غالي و دخوله بأوراق مزورة إلى اسبانيا بعلم الحكومة الإسبانية التي رضخت و تنازلت للجزائر و مازالت تقدم تنازلات و هي صاغرة و هو ما أضعفها و أعطى الزعامة للمغرب في المنطقة .