أروى بريس – كتالونيا
أفادت مصادر اعلامية أن رئيسة برلمان كاتالونيا ، لورا بوراس ، قد استقبلت اليوم مندوب جبهة البوليساريو الإنفصالية في كاتالونيا، عابدين بوشاريا.
وتسعى بوراس من خلال هذا الإستقبال أن تؤكد من جديد تمسك كاتالونيا بحقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية “.
المصدر ذاته أكد أن رئيسة البرلمان الكتالوني تحدثت عن “تقاليد كتالونيا العريقة في الدعم السياسي والتضامن مع الشعب الصحراوي”.
نحن نفهم ان تسعى كتالونيا إلى عرقلة الحلول و المبادرات التي لا تناسب مصلحتها في المغرب ، وان تستعمل ساحتها لتحسين موقعها السياسي وان تعمد إلى تفجير الأوضاع الدبلوماسية ضاربة عرض الحائط موقف الحكومة الاسبانية الداعم للمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل الخلاف حول الصحراء المغربية و فتح آفاقا جديدة مع إسبانيا وأوروبا للانكباب على التحديات الحقيقية للقرن 21 .
ولكن ما لا نفهمه هو موقف زعماء السياسة المغاربة بكتالونيا المحايد كليّاً للمصلحة الوطنية، وسعيهم الحثيث إلى تدمير بلدهم بأيديهم وبعيونٍ مفتوحة عِبر إنقساماتهم العميقة، وأنانيتهم المفرطة، وإنقيادهم الأعمى للكتالونيا ، وإجهاض كل الحلول الإنقاذية المتاحة أمامهم.
وما يعزز هذا الكلام هو ان جميع السياسيين المغاربة بكتالونيا الذين توالوا عليها منذ سنوات ماضية ، ما هي إلا إدانة صارخة لطرفي النزاع في الموالاة والمعارضة، ذلك لأن لا أحد في الدنيا، مهما عظم شأنه، يقدر على منع زعماء السياسة بكتالونيا من التوصّل إلى إتفاق معيّن إذا ما قرّروا التحلي بالحدّ الأدنى من الوطنية والأخلاق، وصمّموا على التوافق في ما بينهم، وتحرير قرارهم من قبضة القوى الخارجية وادانة البرلمان الكتالوني بهذه التحرميات السياسية المعادية للمملكة المغربية .
ولكن أي خير يرجى من زعماء يتنفّسون برئاتٍ مستعارة، ويتحاربون بسيوف جيرانهم، ويتغزّلون بأوطان غيرهم، ويحوّلون بلدهم إلى ساحةٍ خصبة للتدخلات الخارجية وتصفية حسابات الآخرين عليها؟؟؟ … إنه فعلاً زمن العفن السياسي.
اننا نتطلع لرؤية كفاءات وطنية مغربية حرة تتقدم الصفوف ، وليس أبناء الذوات وأصحاب الولاءات، نريد من يجهد ويتحرق على الإنجاز وله علامة وطنية حقيقة، في كل مرة تتشكل فيها حكومة، تكون الخيارات للنطيحة والمتردية وما لفظ السبع، أي أولئك الذين يُسخِّرون الموقع للكسب والابتزاز من رجال السياسة و الأعمال وتُجار الوطنية أو من أولئك الذي يرتحلون بالبخور والعطور لإرضاء أصحاب القرار .