Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

قضية الصحراء و التحليل الصحفي السطحي و حقيقة الوضع

يونس زهران أروى بريس

بعد زيارة كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية للرباط و الجزائر ، خرج علينا بعض المحللين مغاربة ياحسرة بتحليلات أقل مايمكن القول في حقها أنها سطحية . هؤلاء المحللون ديال العبار ، زعموا أن كاتب الدولة الأمريكي أيد في الرباط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية و في الجزائر لم يذكر الحكم الذاتي بل قال أن أمريكا تؤيد جهود مجلس الأمن و أمينه العام ، و هذا حسب زعم أحد المحللين ديال العبار أن أمريكا تقفز على حبلين حبل لإرضاء المغرب و حبل لإرضاء الجزائر . و هذا تحليل سطحي لت يخرج في بين فكي طالب في السنة الأولى من العلوم السياسية ، فما بالك بصحفي يعتبر نفسه جهبذ و منظر و خبير .
هل كان من وراء تحليله يبحث عن تفاعلات في قناته ؟! أم كان يستجدي عطف الجزائريين ليبقوا مشتركين في قناته ؟!
اسمع أيها المحلل ديال الكرطون و تعلم أن التحليل يأتي بعد الإحاطة بكافة المعلومات و المعطيات ، التحليل لا يأتي عن طريقة روتيني ، غير جيب يا فم و طلق .
أولا أمريكا تعلم أن المسؤولين المغارپة يقرؤون مابين السطور ، عكس المسؤولين الجزائريين الذين لا يفهمون إلا بالدبزة . فكاتب الدولة الأمريكي عندما قال أمريكا تؤيد جهود مجلس الأمن و جهود الأمين العام للأمم المتحدة ، كان يقرأ البلاغ الأخير باختصار و أنصحك أن تعود إلى نص البلاغ و تقرأه جيدا .
كما أحيطك علما هنا أن المغرب يتعامل مع أقاليهم الجنوبية مثل أقاليمه الشمالية و لا يفرق بينهما ، فكيف تفسر وجود أوراش كبرى في المناطق الجنوبية لشركات عالمية ؟! مع من أبرمت هذه الشركات و خصوصا المنقبة على البترول و الغاز ؟ مع المكتب الوطني للهيدروكربورات أم مع الامم المتحدة ؟! و الشركات الأخرى التي حطت الرحال ؟ و شركات الطيران العالمية التي برمجت رحلاتها إلى مطاري العيون و الدخلة ؟؟
كان على محللنا المبجل الذي يحلل القشور فقط أن يعلم أن المغرب أخذ صحرائه و ما تصريح السيد بوريطة الأخير على أن المغرب بصدد الدخول في ترافعات أخرى لاسترجاع أراض أخرى لخيردايل على أن قضية الصحراء قد طويت كما قال بوريطة نفسه من قبل .
و في هذا الصدد ، شخصيا تعجبني تحاليل الدكتور منار السليمي التي تأتي بكل الحيثيات و جوانب القضية و يغوص في لبها ، حتى يكون المشاهد على بينة و إلمام بمستجدات القضية .
و عليه فيأيها المحلل إميطاسيون الجزائر بلعت طعم تصريح كاتب الدولة و تغنت به و فرحت ، و أنت ابتلعت الطعم مثلها . لأن المحلل يقرأ ما بين السطور ، ويضع أمامه كل المعطيات السابقة ، لينطلق في تحليل الوضع و توقع المستقبل .
عكس من يرى حد أرنبة أنفه و يسارع لترويج مغالطات وقع في فخها و هو يتابع قنوات الجوار .
حصيلة ما جرى ، أن المغرب أخذ صحراءه و بدأ في تحويلها إلى قطب اقتصادي عالمي . و من يسر بسرعة التيجيفي يعي ذلك . لكن من يسر بسرعة السلحفاة لازال يتغنى بتقرير المصير و الأسطوانة العهد البائد الجنيرالات