Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

نجاح الدبلوماسية المغربية نتاج استراتيجية القيادة الملكية الرشيدة

يونس لقطارني – أروى بريس 

أسدلت الدبلوماسية المغربية الستار عن أحد أهم إنجازاتها و نجاحاتها ، وهو اعادة العلاقات الدبلوماسية مع  اسبانيا وإقامة علاقة نموذجية، قصد الاستجابة بكيفية مشتركة للتحديات الراهنة، وكذا ضمان مستقبل مزدهر لكلا الشعبين الصديقين ، وبذلك استطاعت الدبلوماسية المغربية كسر جدار الصمت وتجاوزت التوقعات.

لذلك كانت رؤية الدبلوماسية المغربية بأن الحوار والمفاوضات والتواصل المباشر مع إسبانيا هو السبيل الأمثل لحل القضايا الخلافية بدلاً من المعارك والحروب التي يشهد التاريخ بأنها المصدر الأساس للدمار والعداوات التي ظلَّت كالنار تحت الرماد سرعان ما تثور لتعلن عن فصل جديد من الصراعات و ثوتر العلاقات .

فقد أدركت المملكة المغربية – الصغيرة- بحدودها الجغرافية والكبيرة بتطلعاتها الحضارية التي اكتسبتها تحت ظل اجدادنا المنعمين جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه و جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه  – أهمية العمل على إقامة علاقات صداقة مع محيطها الإقليمي والدولي قائمة على مبادئ حُسن الجوار وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول وفض المنازعات بالطرق السلمية، وهي المبادئ الأممية التي تأسَّست عليها السياسة الخارجية المغربية، واستطاعت بالرؤية السديدة والنظرة المستقبلية الشاملة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه  أن تحقِّق نتائج مهمة جداً وخطوات ملحوظة ومتقدِّمة من التطور الحضاري على كل المستويات، وربما تكون المملكة المغربية هي الدولة الوحيدة في العالم التي استطاعت حل كافة الخلافات والمشاكل سواء مع دول مجلس التعاون أو مع دول الجوار الإقليمي بالطرق السلميّة الدبلوماسية، والشواهد على ذلك كثيرة و متعدِّدة.

تزايد الإجماع الدولي على وجاهة الموقف المغربي بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء ، فتجسدت ميدانيا في افتتاح مجموعة من الدول تمثيليات دبلوماسية لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فمدينتا العيون والداخلة شهدتا افتتاح  تمثيليات دبلوماسية جديدة خلال 2021 ليبلغ إجمالي الدول التي أحدثت قنصليات لها بالصحراء المغربية 24 قنصلية.

وهذا التوجه الاستراتيجي شكل انتصارا للدبلوماسية المغربية التي انتقلت من مرحلة تحصين المكتسبات بخصوص القضية الوطنية إلى مرحلة فرض واقع جديد قوامه اعتراف دولي متزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لهذا النزاع المفتعل.

فهذه المشروعية ما فتأة تكتسب مزيدا من الزخم والدعم الدولي  فقد تجسد هذا الطرح من خلال القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن، الذي نص على تمديد مدة المينورسو لمدة عام جديد والدعوة إلى استئناف المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بدون شروط مسبقة، وتصويت أغلبية الدول على نص القرار الذي صاغته واشنطن دون تعديلات عليه يعتبر انتصارا للدبلوماسية المغربية.

وعلى صعيد آخر تَواصل مسار تثمين وحفظ المكتسبات خلال هذه السنة إذ أن 164 دولة لا تعترف بالكيان الوهمي “البوليساريو” أي أزيد من 85 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عدم اعتراف أي دولة من الدول الكبرى ب”البوليساريو” من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ، بريطانيا، فرنسا والصين و اسرائيل .

كما أن الدبلوماسية المغربية واصلت خلال هذه السنة وعلى غرار السنوات الماضية تنزيل الرؤية السامية الرامية إلى تعزيز التعاون مع شركاء المملكة التقليديين وتنويع مجلاته والعمل على الانفتاح على شركاء جدد وإحداث مجالات جديدة للتعاون والشراكة، فما ميز هذه السنة هو المواقف الحازمة للدبلوماسية المغربية اتجاه بعض القرارات التي تتعارض مع مصالح المغرب أو تمس بشكل او بأخر بسيادته الوطنية وهو ماعزز من مكانة المملكة على المستوى الإقليمي والدولي.

وفي سياق متصل سار المغرب في اتجاه توسيع نطاق الشراكة مع إسرائيل بعد الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب التي انبثق عنها عدد من الاتفاقيات العسكرية فضلا عن تعزيز العلاقات العسكرية والتجارية بين البلدين.

تلك كانت بعض المحطات المهمة في تاريخ العمل الدبلوماسي والسياسي التي توثّق الأسلوب الحكيم الذي انتهجته المملكة وقيادتها الرشيدة، واستخدامها للقوة الناعمة كوسيلة سلميّة تعكس احترامها لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تدعو للتفاوض السلمي لحل المشاكل العالقة، مما مكَّن المغرب من تحقيق مكاسب وتأكيد لحقوقها السيادية التي كانت تتطلَّب حكمةً ورؤية سياسية عمليّة وبُعد نظر وتقييم واقعي للأحداث والتطورات المحيطة، فأصبح المغرب يمثِّل صورة رائعة وجميلة لمبادئ الحب والسلام، وردَّ عليها العالم بالتقدير والاحترام لقيادتها وشعبها الأصيل.

إن الانجازات والنجاحات المتميزة التي حققتها الدبلوماسية المغربية على مدى تاريخها الطويل ما كانت لتتحقَّق لولا الدعم والمساندة التي لقيتها من قبل القيادة الرشيدة ولولا وجود قامات بارزة منذ الاستقلال قادت العمل السياسي والدبلوماسي ،الذي وضع الأسس الثابتة للدبلوماسية المغربية وسياسة المغرب الخارجية وعلاقاتها بدول العالم القائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، واكتساب مزيد من الثقة الدولية والاقليمية بالدور المهم للمغرب في المنطقة ، الذي له دور وبصمات واضحة في فتح آفاق اوسع للعمل السياسي والدبلوماسي وقيادته بما يتناسب والتطورات التي تمر به المملكة فيما يخص علاقاتها الخارجية بكافة دول العالم والتجديد الاداري الدبلوماسي الداخلي الذي يعزز احترام دول العالم للمغرب ومكانته الدولية والاقليمية.

وكل التقدير لكل من عمل وساهم بنجاح التحرك الدبلوماسي والسياسي بوزارة الخارجية بكل كفاءة واقتدار وتحمَّلوا مسؤوليات جسام على مدى خمسين عاماً وفي فترات مهمة وحساسة من التاريخ الحديث للمملكة المغربية.