عبد الصمد الوكيلي – أروى بريس
في خضم الجذل القائم حول الدراما المغربية (مكتوب) ، والتي تجسد شخصية (الشيخة) وكأن هذه الأخيرة هي موضوع الساعة، الذي ليس بعده موضوع أحق بالمعالجة، واقعنا مع الأسف مليء بالدراما ، يكفي ان تستيقض مبكرا لترى نساءا يتسلقن الحافلات والشاحنات متجهات الى الضيعات الفلاحية ومصانع النسيج ويقفن في (الموقف) من اجل لقمة عيش بعرق جبيهن. يكفي ان ترى نساء ينتشرن في الشوارع والازقة ينظفن ازبالنا وقاذوراتنا وهن يتعرضن لنظرات الاحتقار احيانا، والتحرش احيانا أخرى، وكل منهن تحمل هموما تخر لها الجبال، أليس هذا هو الواقع الحقيقي الذي يحتاج فقط لمن يكتب ويخرج دراما حقيقية بذون ماكياج وبذون إثارة. ألم يحن الوقت لمراجعة سياسة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني لتتطرق الى الواقع والقضايا الاساسية لهذا المجتمع، بعيدا عن الاثارة والجنس وصور تخدش الحياء وتسيئ الى مجتمعنا اكثر مما تنفعه. ما الجدوى من صرف الملايين من أجل مسلسل دراما عن شيخة اوفيلم سينمائي عن الدعارة، يقولون هو الواقع. ونحن نقول ان الواقع فيه الكثير ما يثار ويتحدث عنه، وليس فقط الجنس والإثارة والشذوذ، يتم استغلال مواضيعها من أجل صرف الملايين في أعمال هابطة ومن جيوب المواطنين.