Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

الإفطار العلني و سقطة الشيخ الكيوت دفاعا عن المحظور

يونس زهران : أروى بريس

طفت خلال الأيام القليلة الماضية قضية ما يعرف بوكالين رمضان ، بين من يرى أن الأمر يستوجب العقاب و بين من يرى أنها حرية شخصية و لا يجب المساس بها . و خرج البعض في فيدوهات مباشرة يهاجمون الحجر على اختيارات الفرد إن هو أراد الإفطار علانية ، و آخرين يطالبون بأقصى العقوبات لمفطري رمضان جهرة.

لكن الذي أثار حفيظتي هو الشيخ الكيوت أبو حفص ، حيث أنه حوّر النقاش حول الإفطار علانية و قارنه بين تارك الصلاة  و الممتنع عن أداء الزكاة و أن هذين الركنين يأتيان قبل الصوم ، و لهذا فأولى بمعاقبة من لا يصلي و من لا يزكي .

و هنا وقع الشيخ في مقارنة ما لا يقارن ، و لم يكن موفقا في تبريراته للإفطار العلني ، و مطالبته بتجميد المادة 222 التي تعاقب المفطر علنا  .

لنترك الدين جانبا و القوانين كذلك ، و نناقش الأمر من باب الفكر و العقل .

إن الإفطار العلني لن يضر  مواطنا راشدا يميز بين الصح الذي يمثله الصوم ، و بين الخطأ الذي يمثله في هذه النازلة  الإفطار العلني .

لأن ظاهرة الإفطار العلني سوف تضر بالناشئة ، و أقصد هنا الأطفال ما دون سن الرشد لأ نهم في مرحلة إكتساب مختلف السلوكيات الصحيحة و الخاطئة . و رؤيتهم لأناس يفطرون علانية سيعتبرونه سلوكا جيدا و ليس فيه أي حرج أو لبس ، و هذا هو الخطير الذي يستوجب الحذر منه ، و هو ما غاب عن الشيخ الكيوت أبو حفص و ظن أنه بتحليله الأجوف يحسن صنعا .

إن أخطر ما يهدد المجتمعات هو التطبيع مع السلوكات المدمرة . فمثلا إذا انتقلنا إلى المجال السينمائي ، قد يحدث أن يتم تصوير فيلما تدور أحداثه حول قاتل أو لص ، و قبل بداية الفيلم دائما ما تجد تنبيها على شكل رسالة مكتوبة تحذر الجمهور الناشئ من مشاهدة الفيلم ، و تجد علامة تحديد السن تظهر على الشاشة طوال مدة عرض الفيلم .

لأن المسؤولون عن الفيلم يضطرون لتحديد سن المتلقي بهدف تجنيب الناشئة التشبع بأفكار هي في الأصل سيئة ، و ليقينهم أن الأطفال بطبعهم التقليد و التأسي سواء كان السلوك محمودا أو مذموما .

و هناك مثال آخر ، فعندما يمدد الأب السجادة في المنزل للصلاة غالبا ما تجد أبناءه الصغار يتحلقون حوله و يقلدون أفعاله .

و حتى في التدخين عندما يدخن رب البيت أمام أطفاله تراهم يقلدون حركاته كأنها سلوك محمود .

و لهذا فصوم الفرد من عدمه هو حرية شخصية لكن لا يمكن ممارستها أمام الملأ للتطبيع معها كظاهرة عادية ، كذلك العلاقات الرضائية ، فمادامت حرية شخصية لما لا تمارس هي كذلك أمام الملأ ؟؟

إنه يجب التفريق بين الحرية و بين التطبيع مع سلوكات تؤثر على الناشئة و لا تترك لهم حرية الاختيار و هذا في حد ذاته انتهاك لحرية الطفل على التدرج في التلقي .

لأن هناك سلوكات لا يستوعبها عقل الطفل و ربما تسبب له اضطرابات نفسية ، كجماع والديه أمامه . فالجماع حلال و مباح بين الزوجين ، لكن في حضرة طفلهم  الصغير  يصبح سلوكا مذموما .

و لهذا فالتستر في أفعال و سلوكات رغم جوازها حماية للمجتمع و سلوكياته و للناشئة التي هي المستقبل ، و لذلك فتدمير الناشئة هو في الحقيقة تدمير للمجتمع .

و هذا ما غاب عن صديقنا الشيخ الكيوت الذي أطلق العنان للسانه دفاعا عن سلوك هو في الأصل مضر للمجتمع بعيدا عن الدين و عن العقوبات ، ألاو هو التطبيع مع السلوكات الخاطئة وتبنيها على أساس الحريات الفردية  .

خلاصة القول سيروا لديوركم و ديروا ما بغيتوا لن يحاسبكم أحد و لن يعلق هلى سلوكاتهم أحدا …الشارع ملكية مشتركة بين الجميع و التقيد و الالتزام بأدبياته واجب على الجميع .