Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

ان الاوان ان نعزز قيمة الامام.

أروى بريس إسبانيا 

حسن الشياحني باحث في الوساطة و فض النزاعات في جامعة برشلونة.

يحز في نفسي موقف يحدث كل ليلة (ليلة 27 رمضان) في جل المساجد ، قبل إقامة صلاة العشاء يقوم رجل يبدوا من هيئته وحديثه أنه من رجال ذلك المسجد الأوفياء، تظنه في بادئ الأمر سيلقي درسا أو يقدم نصيحة للمصلين، لكن الأمر غير ذلك، يقوم الرجل بطلب المعونة والصدقة لإمام المسجد على ما بذله من جهد واجتهاد خلال رمضان الكريم، من أداء لصلاة التراويح إلى تسيير محكم للمسجد، وفي معرض حديثه يقوم هذا الرجل بتصنيف الإمام ضمن فئة المساكين والفقراء الذين تجوز فيهم الصدقة، فيشفق المصلون على حال هذا الإمام كما وصفهم الرجل ليقوم عدد من الشباب بجمع الأموال، وقد تم جمع ما شاء الله من الصدقات.

ليس الحديث هنا عن الأموال التي تحصل عليها القائمون على المسجد، فهم يستحقون ذلك وأكثر، لكن الحديث يخص المكان الذي تم وضعهم فيه، موضِع الفقير المحتاج للصدقة، موضعٌ لا يتمناه من كان فيه نخوة أو كرامة، لو أن هذه الأموال قدمت لهم على سبيل الهدايا في السر لكان الأمر مقبولا جدا، لكن ان يتم جمع الصدقات على مرأى ومسمع من الجميع ليظهر الإمام في موقف ضعف، فهذه إهانة لحاملي كتاب الله والقائمين على بيت من بيوت الله.

فحسب ما بلغني، أن هذا الموقف يتكرر كل ليلة 27 من شهر رمضان من كل سنة، ولا أعتقد أن هذا الأمر يرضي احد، أين الحكمة من هذه الإهانات التي يتعرض لها حاملوا كتاب الله وأئمة ومؤذني بيوت الله؟ هل الأئمة لاجئون أم نازحون أم عابروا سبيل حتى يتم جمع بقايا مال الناس لهم؟

فلماذا لا يتم تخصيص رواتب كافية للأئمة تغنيهم عن السؤال والحاجة، ألا يستحق القائمون على بيوت الله كل التقدير؟

الإمام، والقائم على بيت الله، يجب أن يوضع في مقام عالٍ وشامخ، في مقام الأب والقدوة للجميع، فهل يرضى أحدكم أن يتصدق على أبيه؟

وإن لم تقم اللجنة المسؤولة بتنزيل الأئمة منازلهم التي يستحقونها، فمن الأخلاق الحميدة أن يقوم المحسنون مقام ذلك لتقديم العطايا والهدايا لهم سرا لا جهرا، وفي جو يحفظ ماء وجههم ولا يهين كرامتهم. فالإمام حارس أعظم البيوت في الأرض، بيوت الله عز وجل، ولا يليق بحراس بيوت الله إلا الرفعة والمكانة العالية.

 

حسن الشياحني باحث في الوساطة و فض النزاعات في جامعة برشلونة.