Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

بن كيران و التقية السياسية للحركة الإسلامية.

يونس لقطارني – أروى بريس

احتضنت مدينة الرباط مؤتمر دولي تلتقي أجندته عند حظر استغلال الأديان لتحقيق أهداف سياسية.
و لقد كان الدستور المغربي حاسما وهو يؤكد على منع تأسيس الأحزاب على أساس ديني، أو عرقي، أو جهوي. نقرأ في الفصل السابع منه ( لا يجوز أن تؤسس الأحزاب السياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جهوي….) . ولاشك أن المشرع المغربي وهو يصوغ هذا الفصل كان يستحضرالتمثلات السلبية التي تؤدي إليها الطائفية التي قد تتزين بلبوس الديمقراطية؛ إذ لايمكن القبول باحتكار الدين أو التكلم باسمه مادامت البرامج والمشاريع الحزبية قابلة للنجاح وللإخفاق، وهي لعبة لا يعقل إقحام الدين فيها باسم هذا الحزب أو ذاك.

و لأول مرة، يخرج علينا عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية،بشطحاته الاعلامية ونبراته الانتقامية ليضع الحركة الإسلامية الداعم الرسمي لحزب العدالة والتنمية تحت مجهر الخطأ و النقد ، بشأن تعاطيها مع العمل السياسي، وقال إن “الخطأ الجوهري” للحركة الإسلامية في العالم هو السعي إلى الحكم..

وقال بن كيران ، في كلمة ألقاها في المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة الداخلة وادي الذهب : “إذا كانت الحركة الإسلامية في العالم تتصور أو تعتقد أو يتخيل إليها أو هي مقتنعة بأن دورها هو أن تأخذ الحكم فهذا هو الخطأ الجوهري الذي ارتكبته”.

وتابع: “دورنا ليس هو أخذ الحكم، فلن تجد نبيا أو مرسلا من السلف الصالح يبحث عن الحكم؛ بل إن الأنبياء والمرسلين يقولون إن نريد إلا الإصلاح ما استطعنا”، موضحا أن هذه القناعة هي التي دفعته وإخوانه في الحركة الإسلامية التي تمخض عنها حزب العدالة والتنمية إلى تغيير مسارهم.

بنكيران اعترف بأن أبناء الحركة المذكورة كانت لديهم، قبل تغيير مواقفهم، قناعة بأن “سياسة البلاد قائمة على مخالفة مبادئ الدين، ولم يكن لدينا وضوح حول ما يجب أن نفعل، هل ننخرط في السياسة أم نقوم بانقلاب، وكان لدينا حكم شامل عن الجميع بأنهم طاغوت”.

ونبه الأمين العام لحزب “المصباح” إلى أن الساعي إلى أخذ الحكم إما أن ينجح، وإما ينتهي به الأمر في السجن أو يقتل، “وعندما تدخل إلى السجن بعد فشلك في الوصول إلى الحكم فلا تقل إنني سُجنت لأنني مؤمن، لأن لدي لحية، لا، لأنك انت اللي جبتّي البلا على راسك”.

واستطرد قائلا: “لم أكن أريد قول هذا في السنوات الفارطة، لأن الناس كانوا في محن ونقْدهم سيستغله الخصوم”، مضيفا: “نحن جئنا إلى السياسة من أجل إصلاح أمور مختلة، لا من جهة ديننا ولا من جهة نظافة شوارعنا وتربية أولادنا، وليس كخطوة لأخذ الحكم، وهذا ما وقع للحركة الإسلامية”.

وفي حال تحقق النجاح في الوصول إلى الحكم، أضاف بنكيران: “ستعاني من المشاكل التي يعاني منها الحكام قبلك، حيث سيطالبك الناس بأن توفر لهم حقوقهم، وليس بتطبيق الدين، وأنت لا تستطيع، وكتْبدا تروّن وتتسلط لأنك تخاف على حكمك من الانهيار”

وأضاف رئيس الحكومة السابق: “الله خفف عنا، ما عطنا حكم ما بغينا حكم، بالعكس كنفكروا فهاداك السيد اللي يبارك في العمر ديالو (يقصد الملك)، وكنقولو بصراحة باز اللي مات باك هادي ثلاث وعشرين عام وباقي انت شاد الگيدون (مقود) هاد المغرب، ونقول له حنا معاك، جينا غير باش نعاونوك، في إطار القوانين المعمول بها”.

إن ما يحدث اليوم لحزب العدالة والتنمية من سقوط اخلاقي وديني وسياسي ما هو إلا نتاج لخلط الدين بالسياسة، ولا نقصد الدين النزيه المُقدّس؛ بل الذين عمِدوا لأدلجة الدين وتحويله إلى أداة في الصراع الاجتماعي والسياسي؛ بغية الوصول إلى نفوذ أو سُلطة ما.