Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

زيارة امير قطر الى اسبانيا. هل ستدير اسبانيا ظهرها للجزائر ؟

عبد الصمد الوكيلي – أروى بريس 

سؤال أصبح يطرحه العديد من المهتمين بالعلاقات الدولية والمجال الاقتصادي. ففي خضم التوثر المتصاعد بين اسبانيا والجزائر ،خاصة بعد تأييد اسبانيا لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية تحت السيادة المغربية، جاءت زيارة أمير قطر الشيخ حمد آل ثاني الى اسبانيا في خضم ظروف سياسة وأزمة عالمية، بسبب الحرب الروسية الاوكرانية ،وما نتج عنها من نقص حاد في التزود بالغاز الروسي الذي كانت تعتمد عليه دول أروبا، واصبحت كل دول الاتحاد الأوربي بحث عن بذائل أخرى للغاز الروسي ،وإسبانيا ليست استثناءا وهي التي تعتمد على مصادر الطاقة المستوردة من الخارج.

لكل هذه الأسباب، جعل اسبانيا تبحث عن مصادر أخرى لسد حاجياتها من الغاز، وكانت زيارة أمير قطر بشرى خير لاسبانيا التي سيتحقق لها ماكانت تسعى اليه، وايضا سيستفيد المغرب بذون شك من حصة لاباس بها من الغاز سيضخ اليه عن طريق اسبانيا. والخاسر الأكبر في هذه المعادلة، هي الجزائر التي لن تستفيد من أزمة الغاز العالمية وارتفاع اسعار الطاقة. فهي أصبحت بارعة فقط في صنع الازمات السياسية بين الدول.

زيارة أمير قطر الى اسبانيا، الكل يجمع على أن الهدف منها بالدرجة الأولى تجاري واقتصادي، وبالاساس تزويد اسبانيا بما تحتاجه من الغاز، خاصة بعد النقص الذي أصبحت تعانيه من امدادات الغاز الجزائري التي انخفضت، بعد توقيف الإمدادات عن طريق الانبوب الذي يربط بين المغرب وإسبانيا والقادم من الجزائر بسبب الازمة مع المغرب، مما جعل الجزائر غير قادرة على الايفاء بالتزاماتها اتجاه اسبانيا، بل أصبحت تهدد حتى اسبانيا بقطع الغاز عنها في حالة ما اذا أعادت تزويد المغرب بحاجياته من الغاز باستعمال الانبوب الرابط بين اسبانيا والمغرب.