Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

تذكير.. المغرب لا يفاوض أحدا ولو على نصف شبر من صحرائه

بشرى عطوشي 

يظهر جليا أن آليات الحفر تحت الأرض الصلبة ستسقط وتتهاوى مع مرور الزمن، فأن تحفر لإسقاط صرح شامخ لا يزداد إلا شموخا مع مرور الزمن، وأن تحاول هدم ما تم بناؤه لآلاف السنين في لحظات قليلة، فهذا ما يسمى ضرب من الحمق.

ومن الغريب والمضحك أنه قبل أيام كتبت صحيفة إسبانية أن المغرب (عرض فرصا استثمارية على شركات إسبانية فاعلة في قطاع الطاقة المتجددة، مقابل الاعتراف بسيادته على السواحل الأطلسية المحاذية للأقاليم الجنوبية، بالإضافة إلى إدارة المجال الجوي للصحراء، الذي مازال تحت مسؤولية الدولة الإسبانية (المركز الاسباني المتواجد بجزر الكناري)، حسب منظمة الطيران المدني الدولي،) وفقا للصحيفة ذاتها.

ويبدو مما سبق أن من أراد تسريب الخبر خارج المغرب وداخل المغرب، إما أنه يكتب ما يملى عليه، أو أنه لم يذاكر الدروس جيدا، والمغرب وكما أسلفت القول في تقديم العمود يبني صرحه منذ قرون ومنذ آلاف السنين، ولا مساومة على أراضيه الصلبة، ولا حتى على نصف شبر منها.

وفي هذا الشأن نعيد التذكير ببعض الدروس الي ينساها الخصوم، فالمغرب سيد على أرضه، وعلى صحرائه، بالقانون الدولي شاء من شاء وأبى من أبى، ويمارس المغرب السيادة على صحرائه وأقاليمنا الجنوبية، منذ سنة 1975 ومنذ المسيرة الخضراء التي أبدع صنعها الملك الراحل الحسن الثاني، كما أن الاستعمار الإسباني للمناطق الصحراوية تمت تصفيته في ذلك الحين وفي أقل من سنة على خروجه من صحرائنا المغربية، ومنذ ذلك الحين ومظاهر سيادة المغرب في صحرائه بجميع تجلياتها، سارية المفعول.

ونقول أيضا أن ما يحدد سيادة الدول على أجوائها هو منظمة الطيران المدني الدولي للأمم المتحدة والتي تأسست في سنة 1947 والتي يوجد مقرها في كندا، وهي التي تنظم ما له علاقة بالملاحة الجوية المدنية وما له علاقة بالأجواء، فمن يقول بأن إسبانيا هي من تدير مراقبة الأجواء في الصحراء المغربية، فهو واهم أو مجنون، لأن من يدير مراقبة الأجواء مدنيا وعسكريا هي القوات المسلحة الملكية، وتدير الأجواء في صحرائنا منذ سيادة المغرب على أراضيها إثر انسحاب إسبانيا منها بعد المسيرة الخضراء.

وتذكر هذه المنظمة في سنة 2013، خلال المؤتمر العالمي للنقل الجوي، بموجب اتفاقية شيكاغو “السيادة الجوية”، “تتمع كل دولة بسيادة كاملة على المجال الجوي الموجود فوق أراضيها”، وبالتالي فالمغرب يتمتع بكل تجليات السيادة الفعلية على صحرائه.

من جهة أخرى نريد تنوير من وتذكير خصوم المغرب بأن المغرب لم يفاوض أبدا أحدا في صحرائه أو على السيادة في صحرائه، فهو يفاوض فقط في إيجاد طريقة لتسوية هذا النزاع المفتعل.

كما أن المغرب بقدر ما لا يتفاوض على صحرائه فهو منخرط بشكل بناء في المسلسل الأممي لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع في إطار السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة.

فإذا كان المتحدث مجنونا فعلى المستمع أن يكون عاقلا، وسيبقى ردنا على كل من يساوم من أجل بت الفوضى وتغيير ملامح قضيتنا الوطنية، أنه لا مجال للعبث في قضية محسومة ولا مجال للتفاوض بشأنها .