Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

الزواج المقدس بين الإعلام المغربي الرديء والطارئين عليه باطل بالثلاثة

يونس لقطارني – أروى بريس 

تحالف الإعلام الرديء طوال الوقت في الحالة المغربية مع الأداء السياسي والبيروقراطي والبرلماني المراهق الفاسد . أنتج خليطا من الفوضى المركبة التي تحتاج للإستئصال أكثر من الجراحات «التجميلية».
وهو طبق لا يمكن التهامه ولا حتى التمتع بمظهره الخارجي ولا تستسيغه العقول ولا يدخل القلوب والفوضى الناتجة عنه لا يمكنها أن تكون خلاقة أو إبداعية أو منتجة بأي صورة.
مساهمة خليط “الرداءة والفوضى” في الإعلام المغربي وعلى مدار 12 عاما على الأقل انتهى أيضا بسلسلة لا متناهية من الخراب في المزرعة الوطنية حيث سمح للدببة بدخول الحقل بالأطنان فدكت الأرض وأهلكت الزرع، وبالتالي فعملية الاصلاح تحتاج لسنوات طويلة.
أقر وأعترف بأن الجسم الإعلامي والصحافي المحلي يحتاج لعملية تطهير وتنظيف.
أقر وأعترف بأن الدخلاء على المهنة من رواد البزنس والتحالف مع برلمانيين ورجال أعمال صغار وشخصيات طارئة غير محترفة تصدرت المشهد تماما واستطاعت تحويل بضاعتها الرديئة إلى بضاعة تحتكر الصدارة والسوق بحيث تحولت مؤشرات الرداءة هنا إلى مراكز قوى تخضع للتسمين المنهجي ولديها أنصار في كل المواقع.
أقر وأعترف بأن التواصل الاجتماعي التويتري التأزيمي التشكيكي المرضي المختل الذي نرصده بيننا كمغاربة هو ثمرة ذلك التحالف الشيطاني حتى أن عادات وتقاليد كثير من المواطنين في ممارسة التواصل الاجتماعي أصبحت الآن الأسوأ وحيث أن هناك منصات وتواصلات وتغريدات لا علاقة لها بالاحساس الوطني ولا بالمسؤولية الاجتماعية وتعتمد حصريا في الكثير من الأحيان على الشائعة والنميمة والنطيحة وما اكل السبع وربع الحقيقة دون أن ينتهي الأمر طبعا بالتعميم فالخراب هنا مثل الفساد عمودي وليس أفقيا.
لكن في بلادنا العمودي يحكم الأمور بالعادة ويسترخي الأفقي بمكانه البائس من الملاحقة والمتابعة والسلبية.
ليس سرا أن مؤسسات الإعلام لا تقوم بواجبها. وليس سرا أن نقابة الصحافيين التهمتها طوال الوقت الحسابات الشخصية الضيقة على حساب القانونية والمهنية وبالتالي لم تقم بواجبها في إصلاح الخلل المهني أو حتى التخفيف من حدة الأمراض. وليس سرا إطلاقا أن مؤسسات الإعلام أصبحت عاجزة تماما جراء الاستهداف المنظم لكل المهنيين فيها واقصائهم وجراء مغامرات في الإدارة العليا لهذه المؤسسات لا يمكنها أن تساعد لا في التطوير ولا في التعبير حتى عن أزمة الشعب المغربي او حتى عن أزمات مختلفة وطعنات يتعرض لها الوطن.
اكتشف علية القوم وقد سمعت الكثير في مقرات واجتماعات فيها درجة رفيعة من الافصاح والإقرار وعكس الانكار بأن غالبية مشكلات وتحديات المملكة المغربية تبدأ وتنتهي أو لها علاقة دوما بالمسألة الإعلامية وبأنه لا يمكن تطور الأداء المؤسسي ولا ايصال الرؤية الملكية السامية ولا حتى تسويق خطط الحكومة المغربية ما دامت الرواية الرسمية في الإعلام المغربي بائسة… سقيمة …عقيمة … غير مؤثرة تماما مثل الأدوات الأكثر بؤسا التي تدير العرض باسم الإعلام والإعلاميين وبعد إقصاء المهنيين وأصحاب الرأي المستقل وأحيانا مطاردتهم بل تطويع كل التشريعات لمنعهم على الأقل من معادلة الصورة وتعديل المزاج ووضع أسس لرواية مضادة لكل هذه السلبية التي يشتكي منها صناع القرار اليوم.
للأسف نخبة من كبار المسؤولين أرعبهم الصوت المرتفع الذي يعارض به الانتهازيون وصول أي فكرة اصلاحية لمسار الإعلام واليوم يتفوق الإعلام الرديء على المهني مجددا وتبدو الحكومة وأحيانا السلطة تواقتين دوما لذلك الزواج الأبدي المنتج ما بين كل أطراف الرداءة وتحالفاتها فالبرلماني السيئ يحتاج لإعلامي أسوأ ولرجل أعمال طارئ ولمسؤول جبان.
يعرف المسؤولون تماما وبالتفصيل ما الذي يجري هنا وكيف يتحالف هؤلاء القوم.
لا يتعلق الأمر بالموظفين الإعلاميين ولا بالزملاء المهنيين الذين لا حول لهم ولا قوة وهؤلاء ينبغي الابتعاد عن استهداف أرزاقهم عند الحديث عن التطوير.
وعندما يتعلق الأمر بالإصلاح الإعلامي لابد من الإقرار بأن عملية «تغذية» جرت بواسطة «هرمونات التمويل» لذلك الزواج البائس وعبر غطاء «رسمي» في الكثير من المواسم حتى لا نقول ما هو أكثر من رسمي.
وفي مسألة الإعلام المغربي وعشية الحديث عن وثيقة لتطويره نقولها وبصراحة: الزواج المقدس بين الإعلام الرديء والطارئين باطل بالثلاثة.
بإختصار..تريدون إعلاما يدافع عن الوطن والدولة إليكم الطريق المختصر أولا قبل التشريعات والدمج: من «زوج» رموز الرداءة وتزويجهم يمكنه تطليقهم.