أروى بريس
تتجه العلاقات الجزائرية الفرنسية نحو استعادة عنفوانها الضائع بعد ما يقارب السنة من غياب الاستقرار، تسبب فيه الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، بتصريحات خطيرة واصفا النظام الجزائري بالمتحجر و أنه متعبا والحراك أنهكه، فيما تشير القراءات الأولية إلى أن هذا التقارب سيكون على حساب بعض حلفاء باريس في حوض البحر المتوسط .
و يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارة الجزائر قريباً، تلبية لدعوة نظيره عبد المجيد تبون، بحسب ما جاء في رسالة تهنئة بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر نشرتها الرئاسة الجزائرية، الخميس، عبر وسائل الإعلام الحكومية.
وتأتي هذه التطورات ضمن ديناميكية جديدة تعرفها العلاقات بعد إعادة انتخاب ماكرون. وسبق ذلك رجوع العلاقات تدريجيا إلى طبيعتها، بعد عودة السفير الجزائري إلى باريس وزوال آثار تصريحات ماكرون في سبتمبر الماضي، التي هاجم فيها النظام الجزائري، وكان لذلك مفعول قوي على العلاقات التي كانت شبه متوقفة.
وتسعى الجزائر لتحسين العلاقات مع فرنسا وفق طرح يضمن الحفاظ على سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وفي رسالته لماكرون عقب إعادة انتخابه، أبرز تبون أن الرؤية التي يجب أن تبنى على أساسها العلاقات، تكون منطلقة من “احترام السيادة، وتوازن المصالح التي نتقاسمها فيما يتعلق بالذاكرة وبالعلاقات الإنسانية، والمشاورات السياسية، والاستشراف الاستراتيجي، والتعاون الاقتصادي والتفاعلات في كافة مستويات العمل الـمشترك”.