Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

مالي..محط أطماع ونفوذ قوى عالمية وتكالب أخطر التنظيمات الإرهابية« داعش»

يونس لقطارني – متخصص فى الجماعات الارهابية و الجريمة المنظمة 

تُوفر مالي مناخاً مُلائماً لإنتشار تنظيم الدولة الإسلامية نتيجة لوجود مجموعة من العوامل التى جعلت من مالي هدفاً أساسياً للتنظيم، منها الأهمية الإقتصادية والجيوبيليتيكية للمالي فضلاً عن التوترات الداخلية وانتشار الحرب الأهلية مما يجعل ليبيا أرضاً خصبة لإنتشار وتمركز نشاط داعش خاصة فى الجنوب المالي.

يعُود النفوذ الداعشى في مالي إلى مايو 2015، عندما أعلن الإرهابي المدعو «أبوالوليد الصحراوي» القيادي بحركة تُعرف بـ«التوحيد والجهاد»، مبايعته لزعيم تنظيم داعش «أبوبكر البغدادي». واستمر هذا النفوذ حتى عام 2016 بعد هزيمة وطرد داعش من سرت من قبل قوات الجيش الوطنى الليبى، وبدءا من عام 2018 شهدت مالي اعادة انتشار تنظيم داعش مرة أخرى فى الجنوب الذى يُعد من أفضل الأماكن المُهيأه لإنتشار الجماعات المتشددة نتيجة لإهتزاز الوضع الأمني فضلاً عن قُربه من حدود الدول الاخرى مما يسهل عملية التحرك ووصول التمويل والإمدادات المُختلفة، وسوف في هذا السياق سيتناول المقال عودة داعش للتدخل فى الجنوب المالي ومظاهر ومسببات العودة والدور التركى فى تسهيل عملية العودة للجنوب .

تُوفر أراضى جمهورية مالي مناخاً مُلائماً لإنتشار تنظيم الدولة الإسلامية نتيجة لوجود مجموعة من العوامل التى جعلت من مالي هدفاً أساسياً لتنظيم الدولة الإسلامية من بين هذة العوامل مايلى :

التوغل في مالي
 تتميز مالي بالنزعة الصوفية المعروفة بالوسطية الدينية وعدم تقبل الإرهاب، وعلى الرغم من ذلك هُناك عدة أمور توضح لماذا استطاع «داعش» أن يتوغل في مالي ، منها هشاشة الدولة، فـ«مالي» بها كم كبير من سوء الإدارة السياسية والاقتصادية والثقافية وافتقاد الشرعية وتفشي الفساد، وكل هذا يعطي فرصة لداعش في التوغل.
وكذلك هُناك ضعف في الدولة المركزية بمالي، وعدم قدرتها على إخضاع مناطق شاسعة لنفوذ الدولة.
إضافة إلى ذلك تعد الأوضاع البنيوية غير السليمة والهشة في مالي مناخًا مُناسبًا لنمو داعش، إلى جانب ذلك تعاني مالي من الفشل السياسي بسبب الصراع المتنامي بين قبائل «الطوارق» وقبائل «أزواد» المتمردة على الحكم في مالي، وهذا الأمر يعطي الفرصة كاملة لداعش في التوغل بالبلاد.
ووفق تقارير، تتراوح أعداد المنضوين من الشباب لداعش ما بين 7 آلاف و43 ألف عنصر، وأن قرابة نصفهم يمتلكون قدرات قتالية عالية، كما تنشط شبكات التجنيد على امتداد مدن دول الإقليم، حيث يوجد وسطاء للتجنيد وينشطون ويعملون في قرابة 4 آلاف مدرسة ومعهد قرآني ومؤسسات دينية ذات طابع خيري ودعوي.
ويتركز هؤلاء الأشخاص في المدارس والمعاهد في مدن كيدال، ومنكا، وتمبكتو، وتاوديني، وغاو، وليري، وموبتي بمالي.