أروى بريس
تستضيف مدينة الناظور، في الفترة الممتدة من 22 إلى 27 أكتوبر 2022، النسخة 11 من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، وذلك بمشاركة 27 فيلما في المسابقة الرسمية. و حسب اللجنة الفنية التي يترأسها المخرج البرتغالي كارلوس كويلو بمساعدة كل من الفنان المغربي علال السهبي البوشيخي و المخرجة المكسيكية سيلفيا بيريل . ستتنافس على جوائز هذا المهرجان المشهور بالتزامه بنشر ثقافة حقوق الانسان وثقافة العيش المشترك الإنساني 7 أفلام روائية و8 أفلام وثائقية و12 فيلمًا قصيرًا و 6 أفلام تلفزيه ناطقة باللغة الأمازيغية، و هي أفلام موزعة على 17 دولة من القارات الخمس.
يتمحور موضوع الأفلام الوثائقية حول تجارب المصالحة وبناء السلام في العالم، وهي تجارب عرفتها العديد من البلدان في العقود الأخيرة ومكنتها الانتقال من نظام حكم ديكتاتوري أو وضعية حرب أهلية الى أنظمة ديمقراطية ووضعية سلام. وبالرغم من أن الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة أفلام ذات مواضيع مختلفة وغير مرتبطة بالضرورة بمحور الدورة، الا أنها أفلام تتناول القضايا الإنسانية والقضايا الحقوقية و كل ما يساهم في حماية كرامة الناس، ما أهل الكثير لتجد مكانا لها في مهرجانات كبرى مثل برلين وكان والبندقية.
وتبعا لمحور الدورة سيكون موضوع العدالة الانتقالية وبناء السلام موضوع مناقشات خلال ندوة المهرجان، حيث سيتناول الخبراء الوطنيون والدوليون تجارب العدالة الانتقالية المختلفة التي عرفتها بعض بلدان العالم في أمريكا اللاتينية، و في افريقيا، و في أسيا، و في أروبا. بما فيها التجربة المغربية التي مكنت من تحقيق عدة مكتسبات لضحايا سنوات الرصاص جعلت منها تجربة رائدة على المستوى العالمي. وبالمناسبة سيتم تكريم الكاتب محمد أقوضاض لما قدمه من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلده المغرب.
سيترأس المخرج المغربي أحمد المعنوني مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، حيث سيتم تكريمه عرفانا بما قدمه للسينما و الفنون عامة، كما ستترأس المخرجة الكولومبية مارغريتا مارتينيز مسابقة الأفلام الوثائقية ، في حين سيترأس المخرج الإسباني الشاب بيدرو بيو مسابقة الأفلام القصيرة.
وتأكيدًا لانفتاح المهرجان على بيئته الاجتماعية والثقافية، ستعرف الناضور أول منافسة للأفلام التلفزيونية الناطقة باللغة الامازيغية، وقد شكلت لهذا المنافسة الفنية الكبيرة لجنة تحكيم مكونة من متخصصين
وأكاديميين وباحثين يترأسهم الدكتور أحمد بدري. كما يجري حاليا، وبإشراف مباشر من المكتب الوطني لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تعاون أكاديمي وثقافي بين المركز وجامعة غرناطة لمنح طلاب مغاربة منح بحثية حول مواضيع تتعلق بالعلاقة المغربية الاسبانية وبمحور الدورة.
وسيتم خلال افتتاح المهرجان تكريم الفنان الموسيقار الأمازيغي ميمون رفروع الذي سيشارك في حفل الافتتاح بأغنية مشتركة مع المغنية الأنغولية لوسييا دي كارفال، المخرج المغربي أحمد المعنوني المعروف بأعماله السينمائية ذات الحساسية الحقوقية، الممثل الإسباني ماريانو بينيا المعروف بدوره الشعبي في المسلسل التلفزيوني “عايدة” والممثلة الريفية سميرة المصلوحي.
وفي اختتام المهرجان سيتم أيضًا تكريمى الممثلة والمخرجة المغربية لطيفة أحرار، والممثل المغربي، الذي عكس الهوية و الثقافة الريفية في أدواره بكل ذكاء بن عيسى مستيري.
كما سيتم في الجلسة الافتتاحية منح الجائزة الدولية ” Memory for Democracy and Peace” التي يمنحها مركز الذاكرة المشتركة والديمقراطية والسلم سنويا إلى شخصية أو مؤسسة معترف بها دوليًا لمساهمتها في الكفاح من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في العالم. وسيتم قريبا الإعلان عن الشخص الذي سيحصل على هذه الجائزة الهامة هذا العام. و من المنتظر أن يلقي الفائز بالجائزة درس كبير في موضوع الدورة.
على هذا الإيقاع سيفتح المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة عقده الثاني على أمل المساهمة اكثر لجعل السينما في خدمة بناء المشترك الإنساني و إشاعة حقوق الانسان و الثقافة الديمقراطية.