أروى بريس
عدم الاستقرار المزمن على رأس المخابرات الخارجية الجزائرية ينم عن ارتجالية وتخبط نظام سياسي عسكري مريض غير قادر بشكل واضح على تسجيل النقاط، والذي يسارع إلى قطع الرؤوس بدلا من التساؤل عن الأسباب البنيوية لنكساته. في ظل وتيرة حملة التطهير هاته، أصبح النظام الجزائري يسير على غير هدى ويعتقد أنه يطمئن الجيش من خلال تغيير القادة في كل مرة.
فبعدما عين اللواء عبد الغني راشدي مديرا لمديرية التوثيق والأمن الخارجي في 14 ماي الماضي خلفا لكحال مجدوب الذي عين مديرا للأمن الداخلي. وفي مدة وجيزة يتم تغير هذه الجوقة الفاشلة كما كان منتظرا وتعيين لواء مهنى جبار، مديرا عاما للوثائق والأمن الخارجي رغم أنه لا يملك خبرة وقدرة وسبق أن حكم بالفساد ومتهم بإشعال الحرائق بالقبائل وجرائم العشرية السوداء .
تحركت ألة صراع بسجن العقيد كمال الدين رميلي وإقالة عبد الغني راشدي و الإطاحة باللواء السابق واسيني بوعزة(الذي تم تنزيل رتبته من لواء إلى جندي) مع عقوبة سجنية عشرين سنة وسجن محمد بوزيت لتورطه في الفساد و نور الدين مقري لنفس سبب وتغيير كحال مجدوب الذي عين مديرا للأمن الداخلي لغياب كفاءة.
سيناريوهات سريعة خيمت على هذا الجهاز الفاشل الذي أنهك بعدم الاستقرار المزمن للمخابرات الخارجية الجزائرية ينم عن ارتجالية وتخبط نظام سياسي عسكري غير قادر بشكل واضح على تكوين جهاز إستخبارتي كتنظيم إداري محكم ، والذي يسارع إلى قطع الرؤوس بدلا من التساؤل عن الأسباب البنيوية لنكساته مما يفسر صراع بين أقطاب النظام العسكري للسيطرة على الدولة المنهكة ماديا ومعنويا.
المجئ باللواء مهنى جبار يسير في منحى إسترداد جنرالات العشرية السوداء إلى جانب حسان أيت واعربي وعبد القادر حداد المعروف بناصر الجن يظهر تحرك في خفاء للواء توفيق مدين ، الذي يستمر خلف الستار في نسج خيوط السلطة في الجزائر من خلال تعيين أتباعه الذين عادوا للخدمة .