أروى بريس – اسبانيا
حذرت سلطات جزر الكناري، نهاية الأسبوع المنصرم من ارتفاع عدد الوفيات في صفوف المرشحين للهجرة غير النظامية في عرض البحر في اتجاهها، على الرغم من تناقص عدد الوافدين عليها بحرا. فقد أبرزت مؤسسة “مهاجرون مفقودون” وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة معنية بإحصاء عدد المفقودين خلال محاولتهم الهجرة سرا بين الدول، أن عدد المتوفين والمفقودين قد بلغ حوالي 1000 شخص خلال هذا العام.
وأشارت أرقام الوكالة ذاتها إلى أن العدد يقترب إلى مثيله الذي سُجل العام الماضي (1َ109 أشخاص)، على الرغم من تأكيد وزارة الداخلية الإسبانية، في تقرير حديث حول الهجرة غير النظامية، تراجع عدد القوارب التي وصلت إلى سواحل الكناري حتى 31 غشت بنسبة 3.3 في المائة.
في هذا السياق، قال خوليو بيريز، المتحدث باسم السلطة التنفيذية ووزير الإدارة العامة والأمن بجزر الكناري، إن حكومة الجزر تُظهر “قلقا كبيرا” في مواجهة هذا الوضع، مضيفا: “ليس من الغرابة أن دافع الأشخاص الذين يقفزون في البحر هي الظروف غير المستقرة بشكل متزايد في بلدانهم”؛ وهو ما يفسر، وفق تقارير عديدة، تشكيل المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء (خاصة من مالي والسنغال وساحل العاج) الأغلبية، مع نسبة 28 في المائة من النساء والقاصرين.
وفي معطيات جمعتها منظمة الصليب الأحمر ونشرتها وكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، يبرز تزايد الإقبال على السواحل المغربية الجنوبية لاتخاذها كنقطة انطلاق صوب جزيرتي “لانزاروت وفويرتيفنتورا”، اللتين تستقبلان 53 في المائة من مجموع المهاجرين صوب الأرخبيل، مرجعة ذلك إلى تشديد السلطات المغربية الحراسة على سواحل الأبيض المتوسط وقِصر المسافة بين الجنوب المغربي والجزيرتين.
وقارنت هذه التقارير بين سنة 2019 التي كان فيها العدد الأكبر من المهاجرين يتخذون من سواحل مدينة الداخلة في الصحراء المغربية إلى جانب موريتانيا والسينغال نقطة انطلاق لهم وبين السنة الحالية، حيث يقبلون فيها على الشريط الساحلي الممتد من طانطان إلى بوجدور، خاصة في محيط مدينتي العيون وطرفاية، الأقرب إلى “فويرتيفنتورا ولانزاروت” (بالكاد 100 كيلومتر من أقرب نقطة مغربية).