أروى بريس
عقدت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو الانفصالية سلسلة من الدورات الاستثنائية التي ركزت على تنظيم المؤتمر السادس عشر المقرر عقده في دجنبر 2022 . ووفقا لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، فإن هذه الاجتماعات تهدف إلى “توفير جميع الظروف المناسبة لإنجاح المؤتمر على جميع المستويات”.
و تستعد جبهة البوليساريو لعقد مؤتمرها وسط أزمة حادة في القيادة وصراعات على السلطة واتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان من قبل العديد من الضحايا .
ومن ناحية أخرى، فإن الصراعات على السلطة سيثيرها نوع من “التمرد” الداخلي بقيادة القادة الوسطيين الشباب الذين يسعون إلى تغيير الاتجاه الحالي للمنظمة بسبب اتهامات بالفساد والمحسوبية و الرشوة وسوء إدارة المساعدات الانسانية الواردة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين. ووفقا لمنتدى تندوف لدعم المستقلين (فورساتين)، أثار مرض غالي جدلا حول خليفته، مما أثار صراعا داخليا بين مختلف الفصائل.
و منذ أن أعلنت الحركة الانفصالية الحرب على المغرب قبل عامين تقريبا، أصبح افتقارها إلى القدرة على كسب الدعم الدبلوماسي والدولي لمشروعها للحكم الذاتي عن الصحراء واضحا. وبالمثل، عانت البوليساريو من هزائم على الجبهة، خاصة بعد أن طردتها القوات المغربية من معبر الكركرات الحدودي.
و تمر المخيمات “بفترة احتقان وأزمة عميقين بسبب غياب أفق سياسي” . بل على العكس من ذلك، كشفت العديد من وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان عن المستوى المعيشي لقادة المنظمة، والذي يختلف كثيرا عن مستوى معيشة سكان المخيمات. وتشدد تقارير صحفية على أن “مستوى الإسراف والترف الذي يعيشه القادة وعائلاتهم بعيد كل البعد عن الفقر ونقص المقومات الأساسية لحياة سكان المخيم“.
بالإضافة إلى السخط الشعبي والصراع الداخلي ، يتزامن التحضير للمؤتمر مع مسابقة Africa Eco Race الرياضية. وسيبدأ هذا الرالي – الذي سيقام في أكتوبر المقبل – في موناكو وينتهي في داكار، العاصمة السنغالية. وحذرت جبهة البوليساريو المشاركين من أنهم سيستخدمون “جميع الوسائل المشروعة للرد على أي عمل يهدف إلى تقويض سيادتهم وسلامة أراضيهم”. كما أكدت حكومة الجمهورية العربية الصحراوية أن هذا التجمع يتم “بالتواطؤ مع سلطات الرباط”.
ويعتبر إقامة هذه المسابقة هي “هزيمة أخرى للجبهة الانفصالية” التي تحاول، من خلال “المنصات الإعلامية للجزائر”، تعزيز “وجود حرب واضطرابات في الصحراء”.