Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

دراسة تكشف تكثيف التنظيمات المتطرفة أنشطة استقطاب وتجنيد الشباب باسبانيا

يونس لقطارني – اسبانيا 
كشف التقرير السنوي الذى قام بإعداده المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب، والذي تم نشره في مارس 2022م في مدريد أن واحد من بين ثلاثة معتقلين في أنشطة إرهابية في إسبانيا خلال عام 2021م كان عمره  ما بين 18 و 24 عامًا، وهو معدل أقل من معدل أعمار الذين تم اعتقالهم في عام 2020م، عندما كانت أعمار معظم المعتقلين على خلفية ممارسة أنشطة إرهابية أو اعتناق الفكر المتطرّف تتراوح بين 32 و 38 عامًا.
و أرجع التقرير وجود عدد شباب أكبر في العمليات الإرهابية من ذي قبل في إسبانيا إلى تكثيف التنظيمات المتطرفة أنشطة استقطاب وتجنيد الشباب وجرّهم إلى براثن التطرف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يشارك فيها كبار السن بشكل كبير، ممن يبتعدون عن استخدام التكنولوجيا الحديثة كلما تقدم بهم العمر.
و أبرزت الدراسة أن المعتقل الأكبر سنًّا كان يبلغ من العمر 74 عامًا وأنه واحد من بين خمسة معتقلين فقط بتهم الإرهاب تجاوزت أعمارهم الخمسة وأربعين عامًا، الأمر الذي يبرز تركز وباء الإرهاب والفكر المتطرّف في فئة الشباب. وقد تأكد هذا الانخفاض في معدل أعمار الإرهابيين في العملية التي قامت بها الشرطة الإسبانية في أواخر شهر فبراير من عام 2022م في إقليمي كاتالونيا وأندلوسيا؛ حيث اعتقلت الشرطة في تلك العملية خمسة أشخاص من أصل باكستاني أكبرهم يبلغ أربعة وعشرين عامًا، والذين تم توجيه التهمة لهم بالتحريض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على قتل من يتظاهرون ضد الإسلام. أما العقل المدبر لهذه المؤامرة فكان شخصًا عمره تسعة عشر عامًا فقط. على الرغم من أن التقرير يشير إلى أنه لا يوجد “وصف واحد” يشمل المعتقلين بسبب الإرهاب في إسبانيا، إلا أنه التقط بعض الخصائص المشتركة بين المعتقلين والتغيير الذي طرأ عليهم مقارنة بأعوام سابقة.
كما لفت التقرير إلى تورط أشخاص يحملون الجنسية الإسبانية (وعددهم تسعة أشخاص)، ثلاثة منهم من أصل سوري حصلوا على الجنسية الإسبانية عن طريق إقامة شرعية.
كما أبرز التقرير أيضًا أن جزءًا كبيرًا من الإسبان المعتقلين بتهمة الإرهاب كانوا متورطين في خلايا الاستقطاب ونشر الفكر المتطرف التي تم اكتشافها داخل السجون. وهو ما أوضحه المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب بأن سبع عمليات من بين الاثنتين وعشرين عملية التي قامت بها الشرطة الإسبانية لتعقب الإرهابيين وأصحاب الفكر المتطرف تمت بالتحديد داخل السجون، حيث حدثت تسع اعتقالات هناك.
وطبقًا للسيد كارلوس ايجوالادا، مدير المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب، فإن التطرّف داخل السجون صار ظاهرة واتجاهًا مشتركًا في أوروبا كلها، حيث إن ثلث الاعتداءات الإرهابية التي تم تسجيلها في أوروبا قد قام بارتكابها أشخاص على صلات بأشخاص آخرين داخل السجون.
أما عن جنس الأشخاص المعتقلين، فلقد أشار التقرير إلى أنه للمرة الأولى خلال الخمس سنوات الأخيرة فإن كل المعتقلين كانوا ذكورًا. ولقد عكس التقرير أيضًا أنه من بين المعتقلين كان هناك أربعة عشر شخصًا بلا عمل، على الرغم من أن بعض هؤلاء الأشخاص كانوا قد حولوا الجريمة العامة إلى مصدر دخلهم. أما بالنسبة للتنظيم الإرهابي الملهم بالنسبة لهم، فقد نوهت الدراسة إلى أن معظم المعتقلين (27 شخصًا) كانوا يتبعون مبادئ تنظيم داعش الإرهابي ويعتبرونه التنظيم النموذج الذي يسيرون على دربه، بينما كان هناك خمسة أشخاص يتبعون تنظيم القاعدة الإرهابي. وإضافة إلى ذلك، فلقد أبرزت الدراسة أن شخصين من بين المعتقلين كانوا على صلات “بعناصر أخرى كان قد تم اعتقالهم من قبل بسبب تورطهم في أنشطة إرهابية” وأن هناك خمسة أشخاص آخرين كانوا على صلات بمن يطلق عليهم الإرهابيون الأجانب، والذين هم عبارة عن الأشخاص الذين انتقلوا إلى مناطق الصراع للقتال في صفوف داعش وتنظيمات إرهابية أخرى. وأضاف التقرير أنه: “إضافة لذلك فلقد حاول أحد المعتقلين من قبل أن يحذو حذو هؤلاء المقاتلين الأجانب ويصل إلى أحد مناطق الصراع ولكن محاولته باءت بالفشل”.