يونس لقطارني – أروى بريس 

“كان لي شرف زيارة الصحراويين في مخيمات تندوف والصحراويين في الداخلة، في جنوب المغرب. الواقع سيئ للغاية“، قال الصحفي البيروفي والدولي ريكاردو سانشيز سيرا خلال كلمته أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يرأسها هذا العام الممثل الدائم لسلطنة عمان، السفير محمد الحسن.

وأشار سانشيز سيرا إلى أن “هذه التجربة قيمة للغاية لأنني رأيتها بأم عيني، ولم يخبروني عنها، ولم يتم اختراعها، ولا يعرفها لي أنها دعائية. لقد رأيت، وأكرر، في الموقع، هذه الحقائق. إنني أحترم عملكم، سيدي الرئيس، ولهذا السبب أقول لكم حقيقتي، حقيقة ما رأيته. الصحراويون في تندوف مسجونون من قبل جماعة البوليساريو المسلحة“.

وأوضح الصحفي البيروفي أن الصحراويين في الداخلة يعيشون بحرية ينتخبون سلطاتهم، وفي الانتخابات العامة الأخيرة، “كان من التاريخي أن يأتي سكان منطقتي العيون والداخلة للتصويت بكثافة وديمقراطية لسلطاتهم، بنسبة أعلى مما كانت عليه في المدن المغربية الأخرى، مما يعني إشارة قوية على الارتباط الثابت للسكان الصحراويين بهويتهم المغربية ودعمهم ل مؤسساتها وتنميتها ومستقبلها الجيد”.

وقال سانشيز سيرا للسفراء المعتمدين لدى الأمم المتحدة إنه “يجب على الأمم المتحدة إعطاء الأولوية لتوحيد العائلات الصحراوية وتحرير سكان تندوف ودعم الحكم الذاتي المغربي الذي يعتبره مجلس الأمن “الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية” في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل مقبول للطرفين”.

وذكر أن هذا الموقف يعود إلى أن المجتمع الدولي أصبح واعيا بالتغيرات العميقة التي شهدتها الصحراء المغربية، خلال السنوات ال 20 الماضية، مع الجهوية المتقدمة، وهو مبدأ دستوري يوفر صلاحيات واسعة لجميع مناطق المغرب.

كل هذا، قرارات مجلس الأمن والجهوية المتقدمة، جعلت من أطروحات البوليساريو، وهي حركة أنشئت في سياق الحرب الباردة، ماركسية، وتغتصب تمثيلا لم يكتسب قط ويدفن الأطروحات الانفصالية ولا تتشبث بها إلا باعتمادها التام على البلد المضيف، على المستوى الدبلوماسي والمالي والعسكري، ما يمنعه من التطور وتجديد حركته خوفا من أن يصبح مستقلا”.

وأعرب عن أسفه لأن السكان الصحراويين الذين يعيشون في تندوف “سيستخدمون كعلف للمدافع في صراع في نهاية المطاف. وهذا يؤكد أطروحتي لأن مضيف السكان المختطفين في تندوف منذ 46 عاما لم يوفر لهم الكهرباء وأنابيب المياه والسكن اللائق”.

منذ سنة 2018، دعت لجنة الأربعة والعشرين القادة المنتخبين لمناطق الصحراء المغربية للمشاركة في عملها كممثلين شرعيين للسكان الصحراويين.

واستنكر بالذكر أن البوليساريو أصبحت حركة لم تحول المساعدات الغذائية إلى سكان تندوف فحسب، بل أصبحت مجرمة لها صلات عديدة بالمنظمات الإجرامية المنظمة العابرة للحدود الوطنية التي تعبر قطاع الساحل والصحراء .

وأشار إلى أن الصحراء هي مسألة تتعلق بالسلامة الإقليمية للمغرب، ولها أساس تاريخي وقانوني – وهو ما طلب المغرب نفسه إدراجه في تلك اللجنة في عام 1960 – وأنه، بالإضافة إلى ذلك، استرجعها من الاستعمار الإسباني.

وناشد السفراء الذين يشكلون لجنة الأمم المتحدة الرابعة أن “لا يكونوا أعضاء في المرور، مع قرارات متكررة. لكن اصنعوا التاريخ وادخلوا التاريخ بقرارات جريئة: الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب يجب أن يكون مدعوما أيضا من قبلكم“.

وأنهى سانشيز سيرا خطابه بتوضيح أنه إذا سمحت الأمم المتحدة لجبهة البوليساريو بالتحدث، فذلك لأن لديها 40 ألف رهينة صحراوي، فقط بسبب ذلك.