أروى بريس 

تعكف الجزائر على وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات للقمة العربية ال 31 المقرر عقدها يومي 1 و 2نونبر. و الهدف واضح، توحيد جميع القوى العربية بسلاسة لمواجهة التحديات الموجودة في المنطقة والعالم العربي .

وتتوقع الدولة الجزائرية تمثيلا سياسيا مهما لمختلف الدول العربية المنعقدة، بما في ذلك  . المغرب، وهو منافس سياسي في المغرب الكبير قطعت معه الجزائر العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد في غشت 2021 في مواجهة الخلافات السياسية بين البلدين، بما في ذلك النزاع حول وضع الصحراء المغربية. وفي هذا الصدد، تدافع المملكة المغربية عن صيغة الحكم الذاتي الدي يحظى بدعم هام على الصعيد الدولي، مثل الولايات المتحدة أو الإمارات العربية المتحدة و ألمانيا و إسبانيا؛ في حين أن الجزائر، على العكس من ذلك، تؤيد اقتراح جبهة البوليساريو القائم على إجراء استفتاء على استقلال الشعب الصحراوي، الذي لا يحظى بدعم سياسي . وحاول المغرب إعادة توجيه الوضع برسائل من جلالة الملك محمد السادس تدعو إلى توثيق العلاقات وتوضح أن المغرب والجزائر يجب أن يسيرا جنبا إلى جنب كشعبين شقيقين.

ولم تؤكد الرباط بعد المستوى الهرمي لتمثيلها في هذا الحدث الهام، رغم الحديث عن رحلة جلالة الملك محمد السادس إلى الأراضي الجزائرية. وسيشارك في هذا الاجتماع السياسي شخصيات ذات صلة مثل أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وموسى فقي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وإلهام علييف، رئيس أذربيجان، أو عادل بن عبد الرحمن العصومي، رئيس البرلمان العربي.

وذكرت مصادر جزائرية أن السلطات المعنية أكملت بالفعل جميع الاستعدادات لاستضافة القمة. وسيقام ذلك في مركز عبد اللطيف رحال الدولي للمؤتمرات، على بعد 25 كيلومترا من الجزائر العاصمة ، ويحتوي هذا المرفق على قاعة اجتماعات تضم 705 مقاعد، حيث تم تنصيب فريق عامل يتألف من ممثلين عن رئاسة الجمهورية الجزائرية ووزارة الشؤون الخارجية ودوائر الأمن والاستخبارات من أجل الإغلاق التام لجميع التحضيرات لهذا الحدث الكبير.

من جانبهم، ستتواجد الوفود الرسمية من مختلف البلدان في الفلل المخصصة لهم ضمن المجمع السكني المخصص لكبار المسؤولين الجزائريين، تحت حراسة مشددة، بالإضافة إلى تخصيص فندق الشيراتون وغيره من الفنادق الراقية للمرافقين، حسب ما أوردته صحيفة العين نيوز.

وستكون قمة الجزائر الأولى التي تعقد رقميا بالكامل، حيث سيتم الاستغناء عن الورق خلال جميع الجلسات وسيتم توفير الإنترنت عالي السرعة لجميع الحضور.

ومن المقرر أن تبدأ الاجتماعات التحضيرية للقمة الأسبوع المقبل في الجزائر على مستوى المندوبين الدائمين، يليها اجتماع لوزراء الخارجية العرب، قبل القمة مباشرة، للاتفاق على مشروع الإعلان الختامي.

في الجزائر، ستتم مناقشة القضايا ذات الصلة بالعالم العربي، مثل قضية فلسطين أو الأمن الغذائي العربي وأزمة الطاقة (وكلاهما تفاقم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا).

وكان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد زار بالفعل البلد الواقع في شمال أفريقيا الأسبوع الماضي للقاء رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، ووزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، من أجل حسم التحضيرات النهائية لهذا الاجتماع السياسي.

والهدف من ذلك هو أن يكون هناك تمثيل على أعلى مستوى في مختلف المجالات العربية للتعامل مع المشاكل والقضايا الأكثر إلحاحا. وفي هذا السياق، أشار أبو الغيط إلى أنه سيتم في القمة المقبلة تمكين مجموعة من التشاور المباشر بين القادة العرب حول مختلف القضايا، دون اللجوء إلى مواقف أدنى، الأمر الذي يمكن أن يسمح بوحدة أكبر للعمل العربي المشترك لمواجهة كافة التحديات.