Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

تحليل مباريات كأس العالم ( اليوم الثاني )

بقلم : البراق شادي عبد السلام

المنتخب السعودي يصعق الأرجنتين بثنائية عصية عن الفهم .
المنتخب السعودي أقل ما يقال عنه اليوم أنه قدم ملحمة كروية سيذكرها التاريخ في مباراة أسطورية كسرت قوانين كرة القدم و أثبتت أنها ليست مجرد لعبة يمكنك تثبيت معادلات رياضية بها ، حجر الزاوية في إنتصار المنتخب السعودي هو خطة المدرب هيرفي رونار الذي إستطاع التحكم في أطوار الجولة الأولى و نصب شبكة تسلل دفاعية أنهكت القوى الهجومية للمنتخب الأرجنتيني و إعتماد خطة لعب تكتيكية فنجح في التضييق على تحركات الأسطورة ليونيل ميسي ومنعه من صناعة كرات قد يحولها خط الهجوم إلى أهداف في مرمى منتخب السعودية ، و ذلك من خلال منعه من التوغل في عمق الملعب بالإعتماد على خط الوسط منتخب السعودية ممثلا في الظهير الايسر و الايمن بالعمل على إيقاف تحرك ميسي بين خطوط الوسط وابعاده عن منطقة الجزاء.
وعمل رونار على إيقاف خط هجوم الأرجنتين ممثلا في ديماريا و مارتينيز ولاوتارو و ليونيل ميسي، حيث فرض عليه رقابة قوية بالتبادل مع أقرب خط دفاعي.
الجميل في الأمر هو الروح القتالية الكبيرة التي أظهرها اللاعب المحلي السعودي في مواجهة أساطير الكرة العالمية ..
مباراة اليوم أظهرت أن هذه هي النهاية الطبيعية الغرور و التفاخر الذي نقلته الصحافة الأرجنتينية بأن المباراة مع السعودية ستكون مجرد حصة تدريبية لكتيبة سكالوني .
الدرس الأهم الذي يجسده إنتصار السعودية في مباراة اليوم هو الثقة في اللاعب المحلي و العمل الجاد على بناء صناعة كرة القدم بمقاييس علمية و أكاديمية بعيدا عن الخطاب الشعبوي .
تونس – الدنمارك : نسور قرطاج تحلق عاليا و تفرض سيطرتها على الفايكينج .
نسور قرطاج يخطفون تعادل ثمين أمام الآلة الدنماركية رغم أن الفريقين لعبا بنفس الخطة 3-5-2 ، من ميزات هذه الخطة أن تعطي مرونة تكتيكية ، فهي تسمح للظهيرين على طرفي الدفاع بالتحول لجناحين هجوميين يساندان خط الوسط، ويضيفان ضغطًا هجوميًا إلى جانب قلبي الهجوم في حين يعود أحد لاعبي خط الوسط لمساندة الدفاع و من المتعارف عليه في كرة القدم، أنه حينما يتشابه تمركز المتنافسين في الملعب، تكون الأفضلية لأصحاب القدرات البدنية والفنية الأعلى.
تتميز الخطة بقدرتها على مواجهة الهجمات المرتدة (في حال تم إغلاق المساحات الجانبية بشكل جيد) لذا على المدافعين الثلاثة الحفاظ على قنوات التواصل على مستوى عالٍ حيث تساعد الخطة أيضًا على تنفيذ الهجمات المرتدة .
المنتخب التونسي كان قادرا على تسجيل الهدف في أكثر من مناسبة لكن البطء الذي ميز الخط الهجومي ممثلا في يوسف المساكني عصام الجبالي و كما أن براعة العملاق الدنماركي الحارس شمايكل كحائط صد حقيقي لمنتخب الدنمارك.
نقطة ضوء مهمة في المنتخب التونسي كانت الحارس أيمن دحماني الذي إستطاع أن يفرض حراسته في الشوط الثاني و يغير مسار المباراة بخمس تصديات إستراتيجية رغم الحملة الشعواء التي تعرض قبل المونديال من طرف بعد النقاد .
الواضح أن منتخب تونس لعب ضد الدنمارك بهدف تحقيق الفوز وذلك عن طريق الإعتماد على الضغط المتقدم و كذا إستغلال ثغرة البطء الشديد للثلاثي الدفاعي ممثلا في كريستينسن وكيير وأنديرسن رغم محاولة فريق الفايكينغ في الشوط الثاني تركيز هجومه على مربع العمليات التونسي لإصطياد هدف الفوز لكن بطء لكاسبر دولبيرج فوت على خط الهجوم الكثير من الفرص لتحقيق هدف و كسب ثلاث نقاط ثمينة قبل مواجهة ديكة فرنسا .
عزيمة لاعبي المنتخب التونسي كانت مفتاح التعادل الثمين مع فريق ينتظر منه الكثير من المحللين تحقيق مفاجآت في المنافسات القادمة .

المكسيك – بولندا : ليفاندوفسكي يضيع ثلاث نقاط ثمينة أمام مرمى المكسيك .
أهدر نجم برشلونة البولندي روبرت ليفاندوفسكي ضربة جزاء ثمينة الدقيقة 57 أمام الحارس المكسيكي المخضرم لاعب نادي كلوب امريكا و ضيع ثلاث نقاط ذهبية في مجموعة تضم الارجنتين و السعودية لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي .
إعتمد مدرب المنتخب المكسيكي جيراردو مارتينو تشكيلة اللعب 4-3-3 ، الخطة تعتمد على مجموعة متكاملة من اللاعبين بمهارات تكتيكية عالية و على دراية بالمطلوب منهم داخل المستطيل الاخضر .
خطورة الخطة تكمن في حالة تخلف اللاعب عن القيام بدوره التكتيكي مما سيخلق خلفه مساحات كبيرة بين خط الدفاع و خط الهجوم قد يستغلها الظهير الأيمن للخصم لتمرير كرات عالية تنتهي بأهداف عالمية و قد حاول الظهير الأيمن و نجم نابولي المكسيكي هيرفينج لوزانو تركيز الهجوم بدعم من هنري مارتن و ألكسيس فيجا بعرضيات طويلة أمام الحارس البولندي، لكن فيجا فشل مرتين في متابعة الكرة .
نقطة قوة الخطة أنها تتحول إلى خطة هجومية أودفاعية بخمسة لاعبين في حالة تحول الظهيرين إلى جناحين يقدمان السند و الدعم لثلاثة اللاعبين المتمترسين في الخط الخلفي ، و نفس الوضع مع ثلاثي الهجوم .
المدرب البولندي جيراردو مارتينو إعتمد الخطة 4-2-3-1 و هي بالمناسبة من أكثر الخطط انتشاراً في الوقت الحالي و غالبية الفرق الكبرى في أوروبا تستعملها خلال السنوات الأخيرة و بشكل خاص في المباريات الحاسمة في دوري الأبطال، مع استثناء برشلونة واليونايتد في السنوات الأخيرة، كل أطراف النهائي استعملوا خطة (4-2-3-1). إنتر ميلانو 2010، تشيلسي2012 وبايرن 2013، ليفيربول 2017 جوفينتوس 2017 كلها لعبت 4-2-3-1 و مشتقاتها بطريقتها الخاصة و أغلبها فازت بدوري الأبطال.
في الجولة الثانية غير المدرب البولندي الخطة مع ضغط الهجوم المكسيكي لينتقل إلى اللعب بتشكيلة 4-4-1-1 هي الخطة الاقرب الى الخطة الكلاسيكية 4 – 4 – 2 ، عن طريق إستخدام مهاجم وحيد يتمثل في روبرت ليفاندوفسكي و خلفه مهاجم متأخر هو لاعب نابولي بيوتر زيلينسكي أمام أربع لاعبين في خط وسط الملعب منهم جناحين يميلان للقيام بالأدوار الدفاعية أكثر من الأدوار الهجومية، وخلفهم اربع مدافعين.
عرفت المباراة هجمات مرتدة من الجانبين في محاولة لإختراق دفاعات بولندا الغير مرتكزة بشكل سليم و هو ما ترجم على أرض الميدان ب 33 تمريرة عرضية مقابل 15 من جانب بولندا و11 تسديدة مكسيكية على المرمى مقابل 6 بولندية حيث إستحوذ الفريق المكسيكي على الكرة ب 749 لمسة و 436 تمريرة مقابل 584 لمسة و 258 تمريرة من الجانب البولندي.

فرنسا – أستراليا : ديكة فرنسا تجتاح أوستراليا برباعية :

ب 689 تمريرة و 27 تمريرة عرضية عابرة للدفاع الأسترالي سيطر المنتخب الفرنسي على أطوار المباراة التي جمعته مع منتخب أستراليا حيث أثقل الهجوم الفرنسي ممثلا في كيليان مبابي و أوليفيه جيرو بدعم من لاعب وسط الهجوم ادريان رابيو
شباك حارس المنتخب الأوسترالي ماثيو رايان أحد نجوم فريق كوبنهاكن الدانماركي .
إعتمد الثعلب دوشامب بذكاء على الخطة 4-2-3-1 بهدف التركيز تكتيكيا على التكامل الدفاعي والنزعة الهجومية في آن واحد و ذلك بإعتماد إستراتيجية كرة القدم الشاملة، حيث تكون حيازة الكرة داخل الملعب أمر مفصلي في المباراة و هو ماترجمته إحصائيات المباراة بنسبة إستحواذ 60٪ للديكة مقابل 40٪ لأستراليا .
حيث إستطاع المنتخب الفرنسي من خلال سيطرته على مفاصل المباراة كسر رباعية الدفاع الأوسترالي و تسجيل التعادل عن طريق أدريان رابيو من ضربة رأس في الدقيقة 27 ثم سجل المهاجم أوليفيه جيرو الهدف الثاني مستغلا إرتباك دفاع منتخب أستراليا في الدقيقة 32 بعدها نجحت فرنسا في تسجيل هدفين متتاليين عن طريق كيليان مبابي وأوليفيه جيرو فيما حاول المنتخب الفرنسي تسجيل أهداف أخرى مع محاولات للإبراهيما كوناتي وثيو هرنانديز. إلا أن الحارس الأسترالي ماتيو رايان كان له رأي آخر .
فيما المنتخب الأوسترالي إعتمد خطة 4-1-4-1 عن طريق تطوير الهجوم بحشد الأجنحة ، وذلك بفضل لاعب خط وسط رايلي ماكجري وظهير أيسر جاكسون إرفين مما يسمح للاعب خط الوسط الداعم أرون موي بالدخول في المثلث الهجومي ممثلا في ماثيو ليكي و ميتشل دوك و كريج جودوين ومن بين العناصر الأكثر أهمية في خطة 4-1-4-1 هو لاعب الوسط الدفاعي هاري ساوتر
تخلف عن دعم زملائه المهاجمين في الضغط العالي إلا في مناسبتين إستطاع في إحداها كريغ غودوين تسجيل هدف السبق في الدقيقة 9 .