حسن اليوسفي / إعلامي وناشط حقوقي
لقيت النتائج التي حققها المسار الناجح والمتميز للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الخميسات استحسانا لدى فئات واسعة من الشباب الذين انخرطوا في برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي وقد أكد المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية، حيث تندرج هذه الدينامية في سياق العمل على إلهام الشباب وتحفيزهم أكثر من أجل البحث عن مشاريع بحس إبداعي ودعم هيكلتها من خلال توفير المواكبة التقنية والدعم المالي ، إذ شكل رهان الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين خيارا أساسيا لا محيد عنه لخلق فرص حقيقية للشغل كمدخل لتزيل الرؤية الاستراتيجية الرامية لإحقاق التنمية المجتمعية في أبعادها الشمولية بمختلف القطاعات التي تلامس أبرز مشاكل المواطنين في معيشهم اليومي .
وهذا المسار الملهم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الخميسات بقدر ما حقق نسبا غير مسبوقة في تاريخ التجربة منذ نشأتها على مستوى النفوذ الترابي لعمالة المنطقة لاسيما من حيث توسيع دائرة الفئات المستفيدة من جهة، فقد شدد الخناق على سماسرة عرفوا بتوهيمهم لحاملي المشاريع بقدرتهم على مباشرة تدخلاتهم المشبوهة في المساطر التي تعرض أمام اللجان المختصة و الذين باتوا اليوم خارج جل التصورات من خلال حرص السلطات العمومية على التصدي لممارساتهم التي تشوبها جملة من الاختلالات الخطيرة و التي قد تجعلهم في أية لحظة عرضة للمساءلة القضائية.
وفي هذا الإطار فقد انفضح أمر ثلة من السماسرة خلال الأسبوع الماضي بعد انكشاف أمرهم وهم بصدد ادعاء تواصلهم مع مسؤولين بعمالة الخميسات لتمكين مستفيدتين من حظوة دعم مشاريعهن دون سلوك المساطر القانونية الجاري بها العمل في هذا الشأن، وهو الأمر الذي بلغت حيثياته إلى علم كبار المسؤولين بمراكز القرار على مستوى الإقليم والذين استشعروا خطورة الوضع، كما بوشرت إجراءات إدارية في حينه لضمان استمرار نجاح المسار دون تدخل أطراف باتت تدخلاتها مكشوفة للبادي والداني.
جدير بالذكر أن عامل صاحب الجلالة على إقليم الخميسات شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة اتاحة الفرصة للجميع دون تمييز أو إقصاء لعرض تصوراتهم للمشاريع التي بمقدورها أن تحقق فرصا واسعة للنجاح و التي تعبر عن أفكار إبداعية ملهمة، إذ يبقى الهدف من هذه التوجيهات دعم خيار الدمقرطة و التحديث و القطع مع ممارسات السماسرة الذين أضروا بمسار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على امتداد عقود من الزمن مما ساهم في إفشال جل السياسات المعلن عنها في هذا السياق لتحقيق التنمية المنشودة و التي يتطلع إليها عموم المغاربة .