Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

كلية الأمير السيد عبدالله التنوخي في لبنان خطوة رائدة على الصعيدين الديني والاجتماعي

أروى بريس

كلية الأمير السيد عبدالله التنوخي في لبنان هي خطوة رائدة على الصعيدين الديني والاجتماعي، قامت بتنفيذها اللجنة الدينية في المجلس المذهبي – مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، حيث تم إنشاء صرح جامعي للعلوم التوحيدية والدينية، في العاصمة التاريخية للإمارة التنوخية “عبيه” ، باسم “كلية الأمير السيد عبد الله التنوخي للعلوم التوحيدية” . ويرتكز هذا الصرح إلى العمل العلمي المؤسساتي، الذي يعطي الفرصة للراغبين من طلاب العلم والمعرفة من أبناء الطائفة، بالدراسة المجانية، والحصول على إجازة في العلوم الدينية.

زار رئيس تحرير موقعي “الثائر” و “المغرّد” اكرم كمال سريوي الكلية، والتقى رئيس اللجنة الدينية والمشرف على إدارة وعمل الكلية الشيخ هادي العريضي، وحضر اللقاء الشيخ نجيب عامر.

العريضي
تحدث الشيخ هادي العريضي فشرح مسار تأسيس الكلية، الذي بدأ منذ سنوات، وكانت الرؤية بالتنسيق مع مشيخة العقل، والهيئة الاستشارية والمرجعيات الدينية في الطائفة، بهدف تثقيف مجتمعنا التوحيدي، بشكل يمكّنه من امتلاك المعلومات الكافية، للقيام بواجباته الدينية والإجتماعية، وفقاً للصراط المستقيم، والحفاظ على القيم الإسلامية والتوحيدية، والالتزام بالسلوك الأخلاقي والإنساني السليم في حياتنا وتعاملاتنا؛ اليومية، والأسرية، والاجتماعية، وأصدرت اللجنة أكثر من ثلاثين كُتيّباً توجيهياً، لتثقيف النشء الجديد، وأقمنا الندوات في معظم المناطق التي يعيش فيها أبناء طائفتنا الكريمة، كما عملنا على التعاون مع المدارس في برنامج توجيهي، للحفاظ على القيم الأخلاقية في المجتمع، وليكون الإداء والعطاء على قدر من الكفاءة والتميّز.

أما الحدث الأهم فكان تأسيس كلية الأمير السيد، في البلدة التي نشأ فيها، وذلك إحياءً لذكره وتنفيذاً لروحية وصيته، في صرف جزء من أموال الوقف على تثقيف ابنائنا، ثقافة توحيدية. فتم إنشاء البناء على أرض وقف الأمير السيد، قرب مقامه الشريف، وتمت مراعاة الشروط الأثرية للحفاظ على الوجه التاريخي والتراثي للمنطقة، وقد حصلنا على الترخيص المطلوب، بالمرسوم رقم ٣٢١٧ في ٢٩ أيار ٢٠١٨ ، فباشرنا العمل بشكل رسمي.

وعن العمل وأهداف الكلية قال العريضي: نحن نعمل بشكل مجاني، ولا نتقاضى أي أقساط من الطلاب، وهناك فقط بدل تسجيل رمزي، يبلغ مليوني ليرة سنوياً أي مليون ليرة لكل فصل دراسي، ونحن نسعى في الكلية إلى تعميق التواصل مع المجتمع بأطيافه كافة، ونحرص على توفير فرص التعليم الديني، للجمع بين أصالة الفكر التوحيدي، والاستفادة الكاملة من نتائج العلوم الحديثة. فالبرنامج يمتد على ثلاث سنوات، ويعتمد مبدأ المناهج الجامعية الحديثة، فهو يتألف من مئة مُقرر، تتنوع بين العلوم الدينية؛ من دراسة القرأن ، وأصول الدين الأسلامي وتعاليمه، وعلم الفقه، والاجتهاد، وكذلك دراسة كافة الأديان السماوية وغيرها، وهناك شق خاص في التعاليم التوحيدية، والحياة الأسرية، وحوار الأديان، وقانون الأحوال الشخصية وعلم النفس، ومناهج البحث العلمي، واستخدام الكمبيوتر، وغير ذلك بما يصل إلى أكثر من ثلاثين مادة تعليمية في المنهاج، وبنهاية الدراسة يتخرج الطلاب الذين يفوق المعدل العام التراكمي لعلاماتهم ٧٠\١٠٠ الذي يتم اعتماده في الكلية كمعدل للنجاح، ويحصلون على إجازة جامعية رسمية، في العلوم الدينية، يتم تصديقها وفقاً للأصول من قِبل وزارة التربية الوطنية.

وختم العريضي: إن كل ما تحقق من نجاحات، هو ثمرة تظافر الجهود وحسن النيات، ولمشيخة العقل، ومجلس الإدارة، ومجلس أمناء الكلية، الفضل في دعم هذه المسيرة، وتشكيل حافز لها لتمضي في عملها، على الرغم من الإمكانات المحدودة، والصعوبات المالية التي تواجهنا في تأمين المطلوب.
وتوجه العريضي بالشكر إلى مجلس أمناء الكلية، وأعضاء الهيئة التعليمية فيها، على كل الجهود والعمل الدؤوب الذي يقومون به، في سبيل إنجاح هذه الرسالة التعليمية الثقافية التوعوية، وأهدافها السامية.

سريوي

بدوره أثنى سريوي على هذا النجاح العلمي الذي تحقق لأول مرة على صعيد طائفة المسلمين الموحدين الدروز، وهو إنجاز عظيم يضع الأسس الصحيحة للحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية، التي بات مجتمعنا بأمس الحاجة إليها، خاصة في ظل هذا الترويج العالمي المدمر للحياة الأسرية والاجتماعية التي عرفناها، وهناك سعي حثيث لدى منظمات غربية، تتمتع بإمكانات مادية هائلة، لتعميم ظاهرة المثلية والافتخار بهذه الممارسات الشاذة، وتشجيع الأطفال والشباب على تحوير الجنس، حتى أن هذه المنظمات تتبرع بدفع تكلفة هذه العمليات، وكل هذا طبعاً ليس عشوائياً، بل يتم تنفيذه لتحقيق أهداف معينة مشبوهة، وهي مع الأسف مشاريع هدّامة، ستُفضي إلى تدمير المجتمعات الغربية قبل غيرها.

و شكر سريوي الشيخ العريضي على هذا العمل الراقي، الذي قامت به اللجنة، ودعا إلى تعميم التجربة وتوسعتها، لتشمل مناطق أُخرى؛ كالشوف، والمتن، وراشيا، وحاصبيا، وأهمية الحفاظ على دور ورمزية خلوات البياضة،التي طالما كانت مرجعاً تاريخياً على الصعيد الروحي والتعليم الديني لطائفة المسلمين الموحدين الدروز.
وتمنى سريوي أن يتم التعاون أيضاً في هذا المجال، مع ابناء الطائفة، في الدول الأخرى، خاصة في سوريا، وفلسطين المحتلة.

عامر
بدوره شكر الشيخ عامر الشيخ العريضي، على المجهود الذي بذله للنهوض بهذه المؤسسة، وكذلك على دوره في مجال الحفاظ على إرث ووصية الأمير السيد وتعاليمه، التي تُشكّل نبراس هداية لكافة أبناء الطائفة.

وفي الختام جال الوفد على أقسام الكلية، واطلع على طرق التدريس، والبرامج، والمكتبة التي تضم أكثر من الفي كتاب، بنسخ ورقية وإلكترونية، وشكر سريوي إدارة الكلية والشيخ هادي على المعلومات التي قدموها وحسن الاستقبال.