أروى بريس – إسبانيا
تشكل الطريق بين الجزائر وإسبانيا الأكبر من حيث تدفقات المهاجرين، حيث تحصد سنويا آلاف الضحايا والمفقودين، حسب ما أكدته معطيات رسمية من وزارة الداخلية الإسبانية.
ووصل إلى التراب الإسباني، خلال السنة الماضية، حوالي 23 ألف مهاجر جزائري؛ وهو رقم ضخم يعكس استمرار التدفق الهائل للمهاجرين القادمين من الجزائر، وفي غالبيتهم شباب يفر من الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية في البلاد.
وعلى مستوى جزيرة مايوركا وحدها، وصل على متن 176 قاربا 2637 مهاجرا (معظمهم من أصل جزائري ومن بينهم، أحيانا، عائلة مع طفلها) نزلت على شواطئ الأرخبيل. “هؤلاء يظلون في البحر لأيام عديدة، ويصلون إلى الجزر وهم يعلمون أنهم سيقضون فترة قصيرة من الوقت هناك”.
كما وصل إلى ميناء موتريل حوالي 2340 مهاجرا قدموا من الجزائر عبر بحر الأبيض المتوسط قبل أن ينتقلوا إلى فالنسيا، لتحديد مسار نهائي للرحلة وتكون غالبا فرنسا أو ألمانيا أو بلجيكا بهدف الالتقاء بالعائلة والأصدقاء.
وأشارت بيانات وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن قطع الاتصال الدبلوماسي مع الجزائر ساهم في غياب رؤية واضحة بشأن تدفق المهاجرين، حيث لم تقدم السلطات الجزائرية أي معطيات بشأن عدد شبكات التهريب التي تم تفكيكها منذ بداية العام الماضي.
ويتوقع خبراء إسبان أن يشهد الصيف المقبل موجة كبيرة من تدفقات المهاجرين، خاصة من الجزائر التي تشهد وصولا كبيرا للقوارب الصغيرة إلى الجزر الإسبانية.
وحذرت نقابات الشرطة، في يونيو، من “صيف حار”؛ بالنظر إلى احتمال زيادة ضغط الهجرة من الجزائر انتقاما لتخلي الحكومة عن موقفها المحايد بشأن مستقبل الصحراء المغربية.
وندد اتحاد الشرطة الموحد بنقص البروتوكولات والأفراد والوسائل المادية والتسهيلات لمواجهة الموجة الجديدة، لا سيما في جزر البليار ونقاط على الساحل الشرقي للأندلس ومورسيا وأليكانتي، والتي تمثل منافذ جديدة لتدفقات المهاجرين.
وقال شيما ألونسو، قائد لواء الهجرة والحدود بالشرطة الوطنية، الذي يلمح إلى زيادة المهاجرين الوافدين عبر الجزائر، حتى من جنسيات أخرى، إن الجزائر باتت تشكل مصدر انطلاق عدد من المهاجرين من جنسيات عربية مختلفة.
وأشار المسؤول الأمني ذاته، على وجه التحديد، إلى أشخاص من غينيا كوناكري ومالي وساحل العاج، وكذلك التونسيين؛ وهو وضع يؤكد تفاقمه نتيجة لإغلاق الحدود مع الجزائر: “لا يوجد عائدات. لذلك، يأتون ويذهبون إلى بلدان أخرى أو يأتون ويقيمون”.
وشدد قائد لواء الهجرة والحدود بالشرطة الوطنية على أن هذه الأعداد الكبيرة “تجبرنا على مواصلة العمل والتعاون في الفضاء الدولي ومع البلدان المغادرة لهذه الهجرة لمحاولة منع هؤلاء الأشخاص من رمي أنفسهم في البحر، والمخاطرة بحياتهم”.