Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب و إسبانيا يثير حفيظة البوليساريو

أروى بريس – إسبانيا 

أثار الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد يومي الأربعاء والخميس بالعاصمة الرباط بين المغرب و إسبانيا، وبالخصوص تأكيد حكومة سانشيز على دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، حفيظة  “البوليساريو” بشدة .

وأصدر ممثل جبهة “البوليساريو” في إسبانيا، عبدالله عربي، بلاغا، أعلن فيه بأن الجبهة الانفصالية تنتقد ما صدر من حكومة سانشيز في الاجتماع رفيع المستوى مع المغرب، معتبرا أن سانشيز “خضع” للرباط، في إشارة إلى تصريح سانشيز الذي أكد فيه بأن مدريد ستتجنب ما يسيء للمغرب وسيادته، وهو التصريح الذي يحمل في طياته بأن إسبانيا ستتجنب أن موقف مضاد للمغرب في قضية الصحراء.

واعتبرت جبهة “البوليساريو” عبر بلاغ ممثلها في إسبانيا، بأن حكومة سانشيز، وخاصة اعضائها المنتمين إلى حزب العمال الاشتراكي الذي ينتمي إليه سانشيز وعدد من الوزراء في حكومته، يُعارضون “القوانين الدولية”، ويصرون على الاستمرار في دعم المغرب في قضية الصحراء.

وقال ممثل جبهة “البوليساريو” في إسبانيا، عبد الله العربي، في تصريحات نقلتها شبكة الإذاعة والتلفزة الإسبانية العمومية، إنه قلق ومندهش بسبب تعهد البلدين باحترام مجالات السيادة الخاصة بهما بشكل متبادل، على اعتبار أن الأمر ينطوي على التزام إسباني باحترام سيادة المغرب على الصحراء، والاستمرار في الموقف الذي عبر عنه سانشيز في مارس من العام الماضي.

وزعم ممثل الجبهة الانفصالية أن “المغرب والصحراء دولتان منفصلتان”، على حد تعبيره، مدعيا أن هذا الأمر محدد من طرف الأمم المتحدة والاتحاد الأروبي، لذلك فإن البوليساريو غاضبة الإشارة إلى أن الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب، معتبرا أن مدريد “تحاول إرضاء المغرب”، حيث إن أي علاقات جيدة مع الرباط أصبحت مشروطة بالاعتراف بسيادته على الصحراء.

وأبدى العربي احتجاج الجبهة على التقارب بين المغرب وإسبانيا، انطلاقا من أن ذلك يتم على حسابها، موردا “المغرب لن ينهج أبدا سياسة حسن الجوار إن لم يكن ذلك في مقابل موقف سياسي مؤيد لمطالبه التوسعية في الصحراء”، على حد تعبيره، معتبرا أن التقارب والعلاقات الجيدة حاليا بين البلدين الجارين تتم على حساب “التطلعات المشروعة للشعب الصحراوي”.

واعتبر ممثل البوليساريو أن المغرب “يضغط” على إسبانيا لترسيخ الاعتراف بسيادته على الصحراء من خلال العديد من الخطوات، مضيفا “أشعر بالأسف أن مؤسسة مرموقة مثل معهد سرفانتس ستفتح مكتبها في مدينة العيون”، ما اعتبره تكريسا لدعم مدريد لسيادة المغرب على الصحراء.

وتأتي هذه الانتقادات من طرف جبهة “البوليساريو” بعدما تبين لها عقب الاجتماع رفيع المستوى الذي جمع بين الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، أن مدريد لن تتراجع عن موقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، وهو ما كانت تأمل فيه “البوليساريو”، أو على الأقل كانت تأمل ألا يمس الاجتماع قضية الصحراء.

وما أثار غضب جبهة “البوليساريو” هو تصريح سانشيز بأن الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، سيعملات مستقبلا على تجنب إلى كل ما يسيء إلى بعضهما البعض، خاصة في القضايا السيادية، وهو ما يعني أن مدريد ستتجنب مستقبلا اتخاذ أي موقف معارض للمغرب في قضية الصحراء.

ولم تنتقد جبة “البوليساريو” الانفصالية وحدها حكومة سانشيز على مُخرجات الاجتماع في المغرب، بل قامت أطراف سياسية أخرى، من بينها حزب “بوديموس” المشارك في حكومة سانشيز والذي رفض أعضائه السفر إلى المغرب، حيث اعتبروا أن موقف سانشيز من قضية الصحراء يتعارض مع مواقفهم السياسية الداعمة لجبهة “البوليساريو”.

جدير بالذكر أن الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا الذي اختتم أشغاله أمس الخميس، شهد توقيع 20 اتفاقا في مختلف المجالات، مثل مكافحة الهجرة السرية، ومحاربة الارهاب، والتعاون الاقتصادي، وغيرها من المجالات التي تحظى باهتمام مشترك بين الرباط ومدريد.

واتفق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ونظيره المغربي عزيز أخنوش، على الاحترام المتبادل لسيادة كل بلد، وقال سانشيز إن البلدين أعلنا عن نيتهما المضي قدما في تنزيل “خارطة الطريق” المعلن عنها في أبريل الماضي، من أجل إقامة علاقات متينة على أساس “الشفافية والتواصل الدائم”، مبرزا أن جميع النقاط الواردة في الاتفاقية سيتم تنزيلها على أرض الواقع.