متابعة – عبد العزيز اغراز
قام الخبير الزراعي المغربي الدكتور عبد الوهاب زايد بجهود كبيرة لتوثيق الأصل المغربي لتمور المجهول، كما قام بحملة عالمية لتصحيح الاسم ورده الى الاسم المغربي الاصيل ومكافحة الاسماء المزيفة التي روج لها البعض في عدد من دول العالم، وتوج مجهوداته بإصدار كتاب “المجهول.. درة التمور” بثلاثة لغات.
جاء ذلك خلال حوار اجرته القناة الثانية المغربية مع الدكتور زايد ضمن برنامج “صباحيات 2M “، يوم الجمعة 7 أبريل 2023، أشار من خلاله البروفيسور زايد الى الحملات التي تعرض لها صنف تمور المجهول في العشرية الأخيرة، مبرزا سعي بعض الاطراف الى نسبته الى دول أخرى غير موطنه الأصلي المغرب، وتابع “بدأنا نسمع في الأسواق الدولية بل حتى داخل السوق المغربي، نجد تموراً مكتوباً عليها المجهول الأمريكي والمجهول الإسباني والمجهول الإسرائيلي، وهلم جرا”.
وأوضح زايد أن الاسم الاصلي لتمور المجهول قد تعرض للتحريف أيضاً، مشيراً الى وجود ما لا يقل عن عشرة أو إحدى عشرة اسماً في الأسواق التجارية لنفس الصنف مثل “مجدول، مجهوول، مجهل، مدجهل، مجول، مدجول…الخ”، وجميعها غير صحيح وهذا يضر كثيرا في سمعة الصنف والترويج للنصف على المستوى الدولي، وهو ما يقوم عليه الدكتور زايد حالياً من خلال اطلاق حملة دولية لتصحيح الاسم وتثبيت الاسم الصحيح للصنف المغربي الاصيل ألا وهو صنف “المجهول” بالهاء.
وفي تفاصيل هذا الانجاز العلمي غير المسبوق المتمثل في اصدار كتاب “المجهول درة التمور” الذي يوثق الاصل المغربي لهذا الصنف، قال الدكتور زايد انه وظف عمله المهني وعلاقاته الدولية، حيث خاطب وزراء الزراعة في الدول المنتجة لصنف المجهول المغربي، وهي: مصر، الأردن، الامارات، السودان، فلسطين، إسرائيل، موريتانيا، والمغرب، مضيفا انه لاقى تجاوبا منهم، وأتاح لكل وزير صفحتين من الكتاب ليحدد أصل المجهول المزروع في بلده وامتيازاته، كما تمت إضافة كلمة وزير الزراعة المكسيكي في النسخة الإسبانية للكتاب. إضافة الى مساهمة أربع منظمات إقليمية ودولية، و44 عالماً متخصصاً في صنف المجهول يمثلون 18 دولة حول العالم في كتابة هذا المؤلف.
وأضاف زايد أن العلماء المغاربة اشتغلوا على البصمة الوراثية لصنف المجهول ADN وتمت مقارنة هذه البصمة بالنخلة الموجودة في منطقة بوذنيب مع ADN الأصناف الموجودة بتسعة دول أخرى، موضحاً أن النتيجة بينت أن البصمة الوراثية متطابقة بنسبة 99.98 % مع الصنف الأصلي الموجود في منطقة بوذنيب بالمغرب.
وتحدث زايد في الحوار ذاته عن رحلة سفر تمر المجهول عبر التاريخ من منطقة بوذنيب المغربية إلى صحراء كاليفورنيا والقارة الأمريكية ومن ثم إلى باقي دول العالم، مؤكداً أن “العملية بدأت منذ سنة 1927، عندما زارت بعثة أمريكية المملكة المغربية ومنطقة بوذنيب خاصة، وأخذت معها 11 فسيلة من صنف تمر المجهول خالية من مرض (البيوض) وأخدوها عندهم وتركوها لأكثر من 30 سنة في الحجر الزراعي، ليتأكدوا من أنها خالية من مرض البيوض، بعد ذلك تم اكثار هذا الصنف وانتشرت هذه الزراعة في عدد كبير من دول العالم، حيث استوردت المكسيك في عام 1968 فسائل المجهول من كاليفورنيا، ثم بين 1970-1980 استوردت دولة اسرائيل حوالي 10 آلاف فسيلة وزرعتها عندها، ثم انتشر سنة 1990 في جنوب أفريقيا وناميبيا، وفي 1995 في الأردن؛ علماً بأنه في الفترة بين 1990 و2000 غزت تقنيات زراعة الأنسجة العالم، حيث تم إكثار الصنف بتقنية زراعة الانسجة وأصبح صنف المجهول منتشر في كل أنحاء العالم، وبالتالي تم إنشاء برامج زراعية وطنية بكل من البيرو والشيلي وفلسطين ومصر وأستراليا ودول أخرى في العالم”.
ويذكر أن الدكتور عبد الوهاب زايد هو الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي كما يشغل مستشارا زراعيا لدى وزارة ديوان الرئاسة بدولة الامارات العربية المتحدة ، وهو عضو في عدة منظمات دولية، نظم مؤتمرات دولية وازنة وأشرف على أبحاث علمية وأصدر كتبا في مجال نخيل التمر، وهو مواطن مغربي من مواليد سنة 1957 م، تخرج من معهد الحسن الثاني للزراعة والطب البيطري بالمغرب، كما حصل على الدكتوراه في علوم البستنة سنة1990 من جامعة ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الامريكية، وعمل لأكثر من 15عاما لدى حكومة المملكة المغربية، في البحث والتدريس في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، وهو خبير عالمي في زراعة الأنسجة، كما سبق له أن عمل بهيئة التدريس في قسم علم النبات في كلية العلوم، جامعه القاضي عياض بمراكش.