يونس لقطارني – أروى بريس
تكررت تهديدات التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، للعديد من البلدان الأوروبية، إلا أن لإسبانيا أسبابًا خاصة تجعلها محط أنظار هذه التنظيمات، أهمها ما يدور في أذهان هؤلاء من فكرة استرداد “الأندلس” -وهي الفكرة الأساسية التي تلعب على أوتارها تلك التنظيمات الارهابية ، وتحاول عبثًا أن تصدرها إلى عقول الشباب-؛ فضلًا عما تقوم به السلطات الإسبانية من حملات أمنية متواصلة وتفكيك مستمر للخلايا الإرهابية، ومع حلول عام 2020 وفي ظل سياسة التهديدات التي تنتهجها التنظيمات الإرهابية ضد البلدان الأوروبية لنشر الذعر بين مواطنيها.
بثّت هذه التنظيمات مجموعة من التهديدات ضد إسبانيا كان أولها في 16 من نوفمبر 2015، أي بعد ثلاثة أيام فقط من أحداث باريس مهدداً بأنه سوف يفتح فرنسا بعد روما والأندلس. أما المرة الثانية فكانت في الحادي والعشرين من نوفمبر، والذي قال فيه متحدث من داعش إن الشعوب الأوروبية يجب أن تضغط على حكوماتها من أجل إيقاف الحرب على داعش في العراق.
وكانت المرة الثالثة بعد ذلك بأيام قليلة، في الرابع والعشرين من نوفمبر، عندما ظهر علم إسبانيا في الفيديو الذي أصدره داعش وبه 60 علما لدول مختلفة وضعتها تحت عنوان “التحالف العالمي ضد الدولة الإسلامية”، ولم يَنتظر كثيراً حتى بثّ التهديد الرابع في السادس من ديسمبر حيث ظهر علم إسبانيا من جديد في خلفية فيديو إعدام “الجاسوسين” الذي قامت به داعش.
وقد نشرت صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية في السادس والعشرين من يناير 2020 خبرًا بعنوان: “قنوات تابعة لتنظيم داعش تنشر مقطع فيديو تهدد فيه ملك إسبانيا “فيليب السادس”: “ستموت أيها الخنزير”. وظهرت في الفيديو صورة لملك إسبانيا، ووجهه مظلل باللون الأحمر، وبه بعض النيران.
استطاع داعش استغلال حلم الأندلس لدى الشباب لاستقطابهم من أجل الوصول إلى أهدافه الخبيثة، وأخذ يردد في وسائل إعلامه أنه يريد استرداد الأندلس تحت “حكمه الإسلامي”.
وفى فيديو بثه تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الساحل الإفريقي هدد فيه بشكل مباشر استهداف عدة مدن إسبانية يحمل عنوان “أبناء المعارك الوحشية”، ذكر التنظيم الإرهابي أن معاركه واشتباكاته – مع تنظيم القاعدة المنافس له في إرهابه ودمويته بتلك المنطقة – لم يحد بأنظار عناصره المتطرفة عن إشبيلية وقرطبة ومايوركا، في تهديد مباشر لتلك المدن. ورغم أن خبراء في مكافحة الإرهاب قللوا من شأن هذه التهديدات واعتبروها حلقة ضمن سلسلة الفيديوهات التي يبثها التنظيم بهدف استقطاب المزيد من العناصر الموالية له خاصة المسلمين الناطقين باللغة الإسبانية.
الا أن خبراء في مكافحة الإرهاب أكدوا أن خلفيات الشريط تأتي كون “الأندلس ظلت دوما مرمى لجميع التنظيمات الإرهابية، بدءا بتنظيم القاعدة الذي كان أول تنظيم يتكلم عن ضرورة إعادة الأندلس، قبل أن يتبنى تنظيم داعش هذه الفكرة”؛ بعدما تراجعت مكتسباته القتالية على الأرض في سوريا والعراق و يرغب في تحقيق إشعاع جديد عبر البحث عن قضية تمثل قاسما مشتركا في الوجدان الإسلامي وهي الأندلس”.وكذلك سعيه لزرع الخوف والترقب في أوروبا خاصة مع قرب منطقة الساحل الإفريقي جغرافيًّا من إسبانيا والذي ينظر لهذا التقارب الجغرافي بعين الريبة والقلق دومًا من الجانب الأوروبي في ظل التدهور الأمني بتلك المنطقة من جراء الإرهاب.