Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

منظمات حقوقية تتهم فرنسا بإرتكاب “انتهاكات جسيمة” فى حق المهاجرين

أروى بريس 

إتهمت منظمات غير حكومية في تقرير الأربعاء، 10 ماي 2023، فرنسا بارتكاب “انتهاكات جسيمة” لحقوق المهاجرين على حدودها مع إسبانيا، مع تنفيذ عمليات تفتيش “تمييزية” و”إعادة” طالبي لجوء، مشيرة إلى أنها تطبق “الوصفة نفسها” السارية على الحدود الإيطالية.

حيث أوردت المنظمات المجتمعة في إطار مشروع “تنسيق الإجراءات على الحدود الداخلية” (كافي)، في تقرير نشر الأربعاء، أن باريس “عززت” منذ 2019 عمليات المراقبة على الحدود الفرنسية الإسبانية، الممتدة على طول 632 كيلومتراً، ونفذتها بطريقة “تمييزية”، و”حسب ملامح الوجه”، بعد أن أعادت فرض هذه الإجراءات منذ 2015.

 

انتهاك حقوق المهاجرين في فرنسا

كما أشارت هذه المنظمات، ومن بينها منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود، بعد قيامها بعدة مهام مراقبة بين عامي 2019 و2022، إلى أن هذه الإجراءات “تولد انتهاكات جسيمة لحقوق المهاجرين” في فرنسا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

فيما أكد واضعو التقرير أن هذه العمليات “تطال بطريقة تمييزية الأشخاص الذين يتعرضون للتنميط العرقي”، و”تؤدي إلى الإعادة القسرية للعديد من الأشخاص بدون احترام حقوقهم الأساسية، في انتهاك للقوانين المحلية والأوروبية والدولية، مثل اتفاقية جنيف بشأن وضع اللاجئين”، التي تسمح لأي شخص بطلب اللجوء على الحدود.

إذ قالت ليدي أربوغاست، مسؤولة القضايا الأوروبية في منظمة “لا سيماد”، إن فرنسا تطبق على حدودها مع إسبانيا “الوصفة ذاتها السارية على الحدود الإيطالية، مع عمليات إعادة قسرية سريعة لا تأخذ في الاعتبار الأوضاع الفردية، وإجراءات تتم أحياناً على غطاء صندوق سيارة شرطة خلال ثلاث دقائق”.

كما اعتبرت أربوغاست أنه “بدلاً من دراسة الوضع، خاصة بالنسبة للقصر وطالبي اللجوء، يتم بالأحرى إعادة المهاجرين أدراجهم عند الحدود”.

تابعت أربوغاست أن عمليات المراقبة هذه التي باتت سارية عند 37 “نقطة عبور مسموح بها” من محطات قطار وبوابات دفع رسوم عبور على الطرق السريعة ومواقع أخرى في فرنسا، دفعت “المهاجرين إلى تكبد المزيد من المخاطر، وسلوك طرق تزداد خطورة للالتفاف عليها”.

وفيات بسبب إجراءات باريس

كما أوردت المنظمات أن “هذا يؤدي بصورة متزايدة إلى حوادث خطيرة”، على الدروب الجبلية و الطرق السريعة وعلى امتداد خطوط السكك الحديد، أو حتى عند السباحة عبر نهر بيداسوا الفاصل بين البلدين.

فيما أفادت المنظمات في تقريرها أن “ما لا يقل عن 12 شخصاً قضوا على هذه الحدود”، بين الأول من يناير/كانون الثاني 2021 و31 ديسمبر/كانون الأول 2022.

لذلك تطالب المنظمات بـ”حماية السلامة الجسدية” للمهاجرين على هذه الحدود، واحترام حق اللجوء أو حتى “وضع حد لإجراءات المراقبة التمييزية”.

بمعزل عن هذه الحوادث المأساوية، تشير المنظمات إلى المضايقات اليومية التي يواجهها الأشخاص المقيمون في المناطق المحيطة جراء “تعرضهم للتنميط العرقي”.

من بين الشهادات على هذه النقطة الأخيرة، ذكرت “الرابطة الوطنية لمساعدة الأجانب على الحدود”، شاباً عرّفت عنه باسم مستعار هو “جان”، يعيش في الجانب الفرنسي من الحدود بموجب وثائق قانونية.

نقلت عن الشاب الذي يستقل كل صباح الحافلة للذهاب إلى معهده في إقليم الباسك الفرنسي، أنه يتم التدقيق “بانتظام” بهويته، ونُقل عدة مرات إلى مركز حرس الحدود، حيث “يُطلق سراحه” تارة، و”يُرحل إلى إسبانيا” تارة أخرى، ما يجعله “يتأخر في غالب الأحيان” عن عمله.